1.الأصل والتأسيس (حوالي 1830)السياق التاريخي: تأسس وادي الترك حوالي عام 1830 على يد الجد الأكبر لعائلة بله باسي. هذه الفترة تتزامن مع نهاية الحكم العثماني في الجزائر (1516-1830)، وقبل بداية الاحتلال الفرنسي (1830-1962). كانت المنطقة في ذلك الوقت تحت إدارة الدولة العثمانية، وتشير المعلومات إلى أن بئر الداي كان نقطة حدودية استراتيجية بين قسنطينة وتقرت. هذا يعكس أهمية الموقع الجغرافي في السيطرة على الطرق التجارية أو العسكرية بين هذه المناطق.
1.1 بئر الداي: تم إنشاء بئر مائي بأمر من الدولة العثمانية، مما يشير إلى أن المنطقة كانت ذات أهمية لوجستية، ربما لتأمين إمدادات المياه للمسافرين أو القوافل. هذا البئر كان يُعرف باسم بئر الداي، نسبة إلى الداي (الحاكم العثماني) أو كرمز للسلطة الإدارية في المنطقة.
1.2 التطور الاسمي: مع مرور الزمن، تطور اسم المكان من "بئر الداي" إلى "داي الترك"، ربما بسبب ارتباطه بالإدارة العثمانية (المعروفة بـ"الترك" في التسمية الشعبية). بحلول عام 1976، تم تهجئة الاسم رسمياً إلى وادي الترك، وهو ما يعكس تغييرات إدارية أو لغوية بعد الاستقلال الجزائري (1962).
2. الجغرافيا والطبيعة الوصف الجغرافي: وادي الترك عبارة عن منخفض طبيعي يتميز بتدفق مائي شبه دائم، مما يشير إلى أنه قد يكون واد موسمياً أو نهراً صغيراً يعتمد على مصادر مائية مثل البئر المذكور. هذا المنخفض جعل المنطقة صالحة للاستقرار البشري، خاصة في بيئة صحراوية أو شبه صحراوية كالتي تميز منطقة تقرت.
1.2 الموقع الاستراتيجي: كون المنطقة نقطة حدودية بين قسنطينة (في الشمال الشرقي) وتقرت (في الصحراء الجنوبية)، يشير إلى أن وادي الترك كانت جزءاً من شبكة الطرق أو المواقع الإدارية التي تربط المناطق الحضرية بالمناطق الصحراوية. هذا الموقع جعله مركزاً للتواصل أو التجارة بين المناطق.
3. السكان والهجرة:
1.3 أصل السكان: وفقاً للمعلومات، ينحدر سكان وادي الترك من نازحين من حي الأعشاش، القارة و تكسبت (بلدية الوادي)، وزاوية القوارير (بلدية كوينين). هذا يشير إلى حركة هجرة داخلية في المنطقة، ربما بسبب البحث عن موارد مائية أو أراضي صالحة للزراعة، أو نتيجة تغيرات اجتماعية أو اقتصادية في تلك الفترة.
2.3 السياق الاجتماعي: عائلة بله باسي تبدو كعنصر مركزي في تأسيس المنطقة، مما يعني أنها كانت عائلة ذات نفوذ محلي أو قامت بدور قيادي في تنظيم المجتمع المحلي. الهجرة من مناطق مثل حي الأعشاش وزاوية القوارير تشير إلى أن وادي الترك أصبحت ملتقى لمجموعات سكانية متنوعة، مما نتج عنه أثراء للنسيج الاجتماعي والثقافي للمنطقة.
4. الأهمية الثقافية والتاريخية الإرث العثماني: ارتبطت وادي الترك بالدولة العثمانية من خلال "بئر الداي" يعكس التأثير الإداري والثقافي للعثمانيين في المنطقة. البئر نفسه يمثل شاهداً على الجهود العثمانية لتطوير البنية التحتية في المناطق النائية.
1.4 التغيرات بعد الاستقلال: تغيير الاسم إلى "وادي الترك" في عام 1976 يعكس توجهات ما بعد الاستقلال لتوحيد الهوية الوطنية أو تبسيط الأسماء الإدارية. هذا التغيير قد يكون مرتبطاً بإصلاحات إدارية أو محاولة لتعزيز الهوية المحلية.
2.4 الثقافة المحلية: بما أن سكان المنطقة نازحون من مناطق مجاورة، فمن المحتمل أن يكون لوادي الترك مزيج من التقاليد والعادات الخاصة بمناطق مثل الوادي و كوينين، مع تأثيرات صحراوية واضحة نظراً لقربها من تقرت.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : Bachir1974
صاحب المقال : بشير دحه