مقصد سكان المسيلة لتمضية فصل الصيف

يفضّل مواطنو عاصمة الحضنة المسيلة مع بداية العطلة الصيفية وارتفاع درجة الحرارة، التوجه نحو عدة وجهات ومناطق ، إضافة إلى الفضاءات الطبيعية كالغابات والمناطق الرطبة ذات الجو المنعش في ظل قلة المرافق الترفيهية، وعدم القدرة على تحمل مشقة التنقل إلى الشواطئ البعيدة، مستغلين انفراج الوضع الصحي وجائحة كورونا التي فرضت قيودا على تنقلات العائلات طيلة سنتين.تقضي العائلات المسيلية يومياتها وبالأخص نهاية الأسبوع بالتنقل إلى أماكن بعيدة أو قريبة من مقر سكنها لتمضية نهاية الأسبوع رفقة الأبناء تزامنا والعطلة المدرسية، حيث فرضت بعض المقاصد الطبيعية كالينابيع والجبال والغابات نفسها للتمتع بالجو العليل بسبب ارتفاع درجة الحرارة، هي تقريبا بدائل مفروضة على الجميع وكل الراغبين في الاستجمام نتيجة نقص أو غياب مرافق التسلية والترفيه التي تبقى ضئيلة ولا تلبي تطلعات ورغبة العائلات، وخصوصا الأطفال والشباب في إيجاد متنفس لاستغلال أوقات الراحة والفراغ.
عين التوتة وغابة جبل مساعد وجهة للعائلات
اختار سكان الجهة الجنوبية لولاية المسيلة على غرار سكان بوسعادة وسيدي عامر وسيدي عيسى، والعديد من سكان البلديات الأخرى التنقل نهاية الأسبوع إلى البرك المائية والينابيع الطبيعية كمنبع عين التوتة المتواجد ببلدية الهامل، والذي يعتبر ماءه من بين المياه الطبيعية المعدنية التي تمتاز ببرودة شديدة صيفا وساخن شتاء، مع استغلال الغطاء النباتي الكثيف الذي تغطي المنطقة من أشجار التوت والصنوبر بغابة جبل مساعد التي تزخر بأنواع مختلفة من الطيور، وهي المناظر التي تبعث الراحة والطمأنينة في نفوس قاصدي المنطقة.
كما تحتوي المنطقة على متنزه طبيعي تقصده الأسر البوسعادية كل أمسية لما تحتويه من مرافق تجلب الأطفال مثل الألعاب ومختلف أنواع المحلات التجارية التي تعتبر من بين أهم ما يزين المكان ويجلب السكان، مع تنظيم رحالات ترفيهية وسياحية منظمة تبرمجها بعض المؤسسات التربوية وروضات الاطفال مع نهاية كل أسبوع.
الينابيع المائية بدل الشواطئ
في حين يفضّل سكان عاصمة الحضنة المسيلة الينابيع المائية بدل التنقل إلى شواطئ بجاية وجيجل، وغيرها من المدن الساحلية البعيدة، حيث تحول منبع مازر بحمام الضلعة أحد أهم الأماكن التي يتنقل إليها السكان بشكل كبير خاصة في أيام العطلة الأسبوعية رفقة الأطفال للاستمتاع بمياه الباردة، وليس ببعيد عنه تشكل غابة الحوران الى وجهة مفضلة للعائلات نظرا لما تتميز به من أجواء منعشة جدا بفضل غطائها النباتي الكثيف والمتنوع بمختلف أصناف الأشجار من صنوبر وفلين، وغيرها من الأشجار الباسقة التي تحجب أشعة الشمس.
كما يحوي هذا المتنزه الطبيعي على معلب ترابي يقصده الشباب وهواة الرياضة الذين يمارسون كرة القدم ورياضة العدو، ولعل الملفت للانتباه هو العدد الكبير للعائلات التي تقصد المكان كل نهاية أسبوع ومعهم أطفال المدارس القادمين من مختلف مناطق الولاية والولايات المجاورة لها للنزهة والاستمتاع بأجواء الغابة الهادفة وبهوائها المنعش.
مقصد آخر يجذب سكان ولاية المسيلة هو سد القصب إما للصيد أو للاستماع بالتنزه بالغطاء النباتي الذي يحيط به، حيث يكتظ المكان كل أمسية بالزوار والعائلات بالخصوص رفقة أطفالهم الصغار، بينما يقصد البعض الآخر منبع حمام بلعريبي الذي تعتبر مياهه من المياه الممزوجة بالكبريت والأجمل من هذا أن النبع يقع في واد يمنح إطارا رائعا للاستجمام خاصة فيما يتعلق بسطحه المائي والاخضرار الفاتن، الذي يقدم إمكانيات جمة للترفيه والاستجمام، وهو ما جعله مقصد الكثير من مواطني الولاية لسنوات طويلة.
بارك باي..قبلة للزوار
يفضّل سكان بلديات دائرة مقرة الخمسة، بالإضافة إلى سكان بلديات أولاد عدي لقبالة وأولاد دراج قضاء أمسيات فصل الصيف بالتنقل إلى المتنزه الجديد الذي فتح أبوابه حديثا «بارك باي»، الذي يستقبل العديد من الزوار بشكل يومي، وخاصة قاصدي المسابح المتوفرة به ومختلف الألعاب التي يوفرها المتنزه.
فيما يفضل البعض الآخر التوجه إلى سد سوبلة لممارسة هواية صيد السمك والتمتع بجو السد والغطاء النباتي الذي يحفه بمختلف أنواع الأشجار، في حين يختار البعض الآخر إلى الينابيع ووالغابات الكثيفة المتواجدة بمنطقة تقلعيت وبيطام التابعة إداريا إلى ولاية برج بعريريج التي تتمتع بمختلف أنواع الخضار والفواكه والمياه العذبة والجو البارد في عز فصل الصيف، ما يدفع الكثير من السكان بالتنقل بشكل يومي وخاصة فئة الشباب التي تقصد المسبح المتواجد بمنطقة أولاد حناش.
أما البعض الآخر يفضّل التوجه إلى الحمام المعدني المتواجد ببلدية أولاد تبان الذي يمتاز بمياهه الطبيعية الصحية المساعدة على علاج عدة أنواع من الأمراض منها الروماتيزم والمفاصل، مع إمكانية التمتع بخضرة الغطاء النباتي الذي يغطي جبال أولاد تبان، وتبقى مثل هذه الفضاءات الطبيعية تمتص حرارة فصل الصيف وتشكل مقاصد ترفيه بديلة وأحيانا غير مكلفة مقارنة مع الوجهات السياحية الأخرى البعيدة.