تستهدف مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بالشلف تكوين على المدى المتوسط زهاء المائة فلاح في مجال التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة، حسبما علم لدى مدير القطاع. وأوضح عبد الرحمن عابد، على هامش فعاليات يوم دراسي نظم بالمتحف العمومي (عبد المجيد مزيان) حول التربية السمكية المدمجة وآخر التقنيات المبتكرة في هذا المجال، أن مصالحه تسعى على المدى المتوسط وبالتنسيق مع المصالح الفلاحية لتكوين زهاء المئة فلاح في هذا التخصص الذي أعطت أولى تجاربه نتائج طيبة من حيث جودة المحاصيل الفلاحية وارتفاع المردود فضلا عن انتاج ثروة سمكية إضافية. وأضاف عابد أن الغرض من تنظيم هذه التظاهرة العلمية هو استهداف شريحة الفلاحين والطلبة الجامعيين لزرع ثقافة التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة والتي تعتبر بديلا طبيعيا للأسمدة بما يساهم في اقتصاد المصاريف الفلاحية، وكذا الحفاظ على صحة المواطن من خلال جودة المنتجات بشهادة الفلاحين والمستهلك نفسه. من جانبه، أكّد البيطري بالمركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري، نور الدين مزيان، على ضرورة تطوير هذه الشعبة وترسيخها لدى الفلاحين خاصة في ظل الايجابيات التي تعود بها عليهم سواء من خلال خفض التكاليف أو تحسين الانتاج وحتى التفكير في إنجاز مزارع بحرية لتربية المائيات مستقبلا. ذات الخبير أشار إلى أن التجارب الأولى لدى بعض فلاحي الشلف والتي لم تكلل بالنجاح سواء بسبب الظروف المناخية أو نقص اطلاع الفلاحين على طرق تربية الأسماك لا يجب أن تضن البقية على الاستثمار في هذه الشعبة التي أثبتت نجاحها في عديد المناطق الصحراوية وكذا ولاية عين تموشنت، داعيا إلى تنسيق الجهود ما بين قطاعي الفلاحة والصيد البحري وتوفر الارادة لإنشاء كمرحلة أولية نماذج ناجحة يحتذى بها. كما أكد مزيان على استعداد مصالح المركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات لتكوين الفلاحين ومرافقتهم عبر جميع المراحل ضمانا لنجاح مشاريعهم وفي سبيل تطوير هذه الشعبة المهمة. اللقاء كان أيضا فرصة للتطرق لأهم التقنيات المستحدثة في مجال التربية السمكية المدمجة حيث تعرف الفلاحون على تقنيات (الأكوابونيك) المستعملة في مصر وسلطنة عمان والتي تسمح بزراعة المحاصيل مباشرة في أحواض مياه الأسماك دون الحاجة للتربة، وهو ما يساهم -حسب السيد مزيان- في اقتصاد ثمانين بالمئة من المياه وتعتبر منتجاتها ذات جودة عالية ومطلوبة بكثرة في السوق. ولوحظ بعين المكان تفاعل ملفت من الفلاحين الذين أبدوا استعدادهم للاستثمار في التربية السمكية المدمجة حيث تقرب بعضهم لدى مصلحة تربية المائيات بغية تسجيل نفسه في الدورات التكوينية التي ستبرمج قريبا لفائدتهم حول طرق وتقنيات حماية الأسماك وبعث هذه الشعبة. جدير بالذكر أن أولى تجارب التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة بالشلف خلال السنتين الماضيتين عبر 30 حوضا للسقي كللت بنجاح بعضها، فيما تعثر البعض الآخر بسبب عدم ملاءمة الظروف المناخية لعيش بعض أنواع السمك أو الأخطاء البشرية على غرار رش الأسمدة الكيماوية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليم س
المصدر : www.alseyassi.com