سلطات الشلف متهمة بالتأخر في إنقاذ المعذبين في الأرض

رسم تقرير حقوقي صورة قاتمة عن الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الفقراء والمئات من المواطنين دون مأوى، يقضون ليالي الشتاء في ظروف غير إنسانية ومروعة بولاية الشلف، في ظل غياب سياسة اجتماعية تسمح بالتكفل بالفئات الأكثر تضررا من قسوة الطبيعة التي تطبع مناخ الولاية والجهة بشكل عام.وذكر التقرير، أن مصالح النشاط الاجتماعي عبر الولاية تبدو شبه غائبة على الصعيد الميداني للقيام بدور الرعاية الاجتماعية رغم الميزانيات "الفلكية" التي رصدتها الدولة للقيام بذلك. وكشفت المعطيات عن إنزال كثيف للمتشردين والعائلات بلا مأوى كلما يخيم الظلام، على الحدائق العامة والساحات القريبة من مساجد عاصمة الولاية وقبالة مقرات الشركات العمومية للمبيت هناك. وقد بينت جولة ميدانية وجود 10 عائلات تقضي لياليها الباردة داخل ساحة التضامن التي تتوسط إدارات عمومية، فيما انزوت عائلة مشكلة من 5 أفراد بالقرب من المسجد العتيق في قلب المدينة.وبالعودة إلى التقرير فإن عائلات بالجملة لا تتوفر على مساكن قارة، تقضي هذه الأيام الباردة على الأرصفة وفي الحدائق وترجف من برودة الشتاء، بل تتناول بقايا طعام تجده في الغالب في حاويات القمامة المنتشرة هنا وهناك خصوصا في الأحياء الغربية لعاصمة الولاية. ويبرز التقرير أن عدة محطات ميدانية أبانت عن واقع مأساوي تعيشه العائلات في العراء لعدم وجود مأوى لها، حيث نال الإحباط منها واجتمع الفقر والبرد عليها. كما دفع الأمر بها إلى افتراش الأرض في مثل هذه الظروف الطبيعية القاسية التي تعيشها الشلف وكأنها أتت من القطب الجليدي، وتشير الوقائع التي وقفت أمامها فرق الرابطة، إلى أن عائلات تتراوح بين 5 إلى 8 عائلات تتجمع يوميا في الساحات المنعزلة خوفا من "بطش" المنحرفين وعصابات الإجرام التي غالبا ما تتربص بأفرادها، تلتحف السماء في ظروف غير إنسانية وفي محيط بيئي أقل ما يقال عنه أنه "قاتل" كثيرا ما أثر سلبا على صحة المعذبون في الأرض لعدم تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة والمساعدة الاجتماعية لفرق وزارة التضامن الوطني والأسرة.