الشلف - RELIGION

رحلة العمر



بـــــــــــــــسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد ابن عبدالله و على آله و صحبه و من تبعهم باحسان الى يوم الدين و بعد فان الشوق ينتابني لأن أعرج على تلك الزيارة المباركة التي كتبها الله لي الى بيته الحرام و مدينة نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم "يثرب" .

كان الزمن رمضان المعظم و بالضبط اليوم العاشر منه سنة 1432 ه الموافق ليوم الأربعاء السادس عشر من شهر جويلية عام 2011 م حينما شدت جماعتنا الرحال صوب الأرض الطاهرة أرض الرسالات السماوية التي نزل بها الروح الأمين و ملائكة الرحمان ، كانت القلوب منشدة الى رؤيتها كلما مضى علينا حين من الوقت ، لم نعرف النوم ليلتها خاصة و أن الركب بمطار الجزائر الدولي كان يصل اتباعا و بكثافة منقطعة النظير ، الجميع في حركة منتظمة تتجلى فيهم روحانية المقصد المقدس عازمون كلهم على ترك شوائب الدنيا خلفهم .

و بعد ا تمام الاجراءات على مستوى المطار دخلنا قاعة المغادرة الى أن حضرت الطائرة التابعة للخطوط الجوية السعودية و نودي علينا للركوب "الوقت سحور" و بعد نصف ساعة حي طاقم الرحلة المسافرن متمنيا لهم سفرية آمنة و زيارة ميمونة .

ثم طلب منا شد الأحزمة الطائرة عى وشك الاقلاع ، حينها رحت أذكر دعاء الركوب وقد اشتد بي لهف الشوق الى رؤية البقاع المقدسة ، انطلقت الراحلة و صعدت تشق الأجواء في رعاية من ماسك السماء أن تقع و كنت أتطلع من النافذة الى خلق الله ،مياه مترامية الأطراف و جزر متناثرة ، و قد وضعت شاشة تلفزيون في كل جناح من الطائرة تظهر الأمكنة التي نمر بها ،بقينا نتابع رحلتنا ساعات طوال الى أن لاحت لنا جبال شرق المتوسط ممتدة نحو الجنوب فأدركت أننا على مشارف الحدود السعودية و انحرفت الطائرة يمينا صوب أجواء المدينة المنورة .. ا ة .

تضاريس تميز المكان شدتني اليها و ارتسم في مخيلتي الغرابيب السود و بعد نحو نصف الساعة تراءت لنا جوانب من مدينة الحبيب عليه الصلاة و السلام فخفقت القلوب و ازداد الحنين و ذكرت اللهم انها بلد المصطفى فاكتب لي فيها قرارا و مقاما ، حطت طائرتنا و نزلنا حاملين لوازمنا و قمنا بأجراءات الدخول ، كان الجو حارا جدا فاق الأربعين درجة الا أن عظمة المكان تهون كل شديد . أحضرت لنا الحافلة و انتقلنا الى قلب المدينة المنورة و السعادة تغمرنا لما تلقينا من الحظ العظيم ، حطينا الرحال في فندق جميل على غرار كل فنادق و مباني المدينة ، لا تكاد تميز هذا عن ذاك فقد أولت السلطات السعودية عناية خاصة بالمكان ، المدينة المنورة اسم على مسمى آية من الجمال و زادها روعة المسجد النبوي الشريف الذي يتوسط المدينة بعمارته الفريدة صومعات شاهقة تعطي الأجواء رونقا و تدل القادم من بعيد على القرب من الحبيب ، جددنا الطهور و سرنا في وقار نحو مقام خير خلق الله ، و لما كانت الجموع كثيرةو المكان يعج تعذر علينا البقاء مجتمعين و راح كل منا يجد فسحة يؤدي فيها تحية المسجد و قد سبقتنا صلاة العصر ثم اتجهت نحو الروضة الشريفة و اشتد التدافع قبالة قبر الرسول صلى الله عليه و سلم الكل يود الاقتراب منه ’، السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا حبيب الله و خير خلقه أشهد أنك بلغت الرسالة و أديت الأمانة و جاهدت في الله حق الجهاد حتى أتاك اليقين ، لحظة فارقة يذوب فيها الجسد و تسبح الروح في خشوع طويل لولا الحرص على النظام و افساح المجال للآخرين من الزائرين لرغب الجميع في البقاء

حان وقت الافطار و أذن المؤذن و كنت قد خرجت من الباب الشرقي و التحقت ببعض الرفاق الذين أخذوا مكانهم وسط الصفوف الجالسة الممتدة على طول و عرض المساحات المحيطة بالمسجد و التي بلطت أرضيتها بالرخام الناصع ، وزع ا أصحاب المدينة و آخرون وجبات الافطار حيث لم يبق أحد من الناس الا و أخذ نصيبه ، ثم أقيمت الصلاة فهرع العمال القائمون على خدمة المسجد الى تنظيف ما بقي من المأكولان و هم في نشاط و سرعة حركة تمكن تلك الجموع من ان يلحقوا الصلاة مع الامام

بعدها يأخذ المصلون جزءا من الوقت للراحة استعدادا لصلاة العشاء ثم التراويح مضت علينا تسعة أيام بالمدينة المنورة زرنا خلالها مسجد قباء مسجد القبلتين ، مقبرة البقيع التي دفن فيها معظم الصحابة رضوان الله عليهم ،قبورهم مسواة مع الأرض تدل عليها فقط شواهد من حجر و قيل أن بها عشرة آلاف صحابي و زرنا شهداء أحد رضي الله عنهم هناك جبل أحد الذي قال عنه صلى الله عليه و سلم أحد جبل يحبنا و نحبه وقبالته جبل الرماة ، كما زرت رفقة الأخ عبدالقادر مزيان حفظه الله الكثير من المساجد القديمة منها مسجد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و مسجد بلال بن رباح رضي الله عنه و أماكن غيرها ...يتبع...
جبل الرماة بأحد
J’aime · · Annuler l’abonnement · Partager

Votre commentaire...



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)