الجزائر - Idées, débats, opinions, forums de discussion


بعد تجربة مهنية دامت خمس سنوات قضيتها بعيدا عن الجزائر في الجزيرة الرياضية وسط زميلات وزملاء من مختلف الجنسيات العربية والأوربية، وإثر زيارات عديدة لبلدان عربية وأوروبية آخرها الكويت خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بدعوة كريمة من منظمي "دورة الروضان" العريقة لكرة الصالات، حيث اكتشفت بلدا جميلا وشعبا كريما وطيبا يحبنا ويحترمنا.. بعد هذا كله أدركت مدى تقصيرنا الرسمي والشعبي في التواصل بيننا والتسويق لصورة بلد من حجم الجزائر بشعبها العظيم ورصيدها الكبير، والذي للأسف لا يعرف عنه الإخوة العرب والمسلمون سوى أنه بلد المليون ونصف المليون شهيد، الغني بالبترول والغاز والذي يتميز شعبه بالعصبية والنرفزة، والذي لم يتخلص من تبعيته السياسية والثقافية لفرنسا، ولا يتقن أبناؤه اللغة العربية جيدا، وأنه البلد الذي شارك في مونديال كرة القدم ثلاث مرات عبر التاريخ!!
في الكويت ودول الخليج والكثير من البلاد العربية لا يعرف عامة الناس سوى جميلة بوحيرد وبن بلة وبومدين وبوتفليقة رغم ما يزخر به تاريخ الجزائر من شخصيات تاريخية وثورية لا مثيل لها، سياسية وثقافية وعلمية وأدبية ورياضية، وما يزخر به تاريخ الجزائر من محطات وأحداث فريدة من نوعها تمتد عبر العصور، ورغم ما تتوفر عليه الجزائر من طاقات بشرية تفوق نسبتها سبعون بالمائة كلهم أقل من ثلاثين عاما يملؤون مقاعد المدارس والمعاهد والجامعات ويصنعون المعجزات في الداخل والخارج، وأغلبيتهم يعيشون في بلد جميل وغني بثرواته وثري بثقافته العربية والأمازيغية وحضارته الأصيلة التي تمتد عبر آلاف السنين..
اكتشفت مع مرور الوقت من خلال الزيارات واللقاءات والنقاشات بأن عرب المشرق من الأجيال الصاعدة لا يعرفون عنا شيئا تقصيرا منا لأننا ابتعدنا عنهم لأسباب تاريخية واجتماعية وأخرى ذاتية وموضوعية، وأدركت بأن الكثير من سفاراتنا ووزاراتنا ومؤسساتنا لا تفعل شيئا من أجل تذليل المسافات والتقريب بيننا وبين إخواننا رغم جهود الكثير من هيئاتنا الدبلوماسية في الخارج التي تزخر بالكفاءات الشابة والمتفتحة التي تؤدي ما عليها وأكثر في إطار منظومة سياسية ودبلوماسية تراجع دورها في السنوات الأخيرة في عملية مريبة بل كأنها مقصودة لإبقاء الجزائر والجزائريين في عزلة عن عالم نتقاسم معه الكثير من الهموم ونشترك معه في الكثير من التحديات الراهنة والمستقبلية..

تقصيرنا محزن ومؤسف للغاية بالشكل الذي نلمسه في كل زمان ومكان، وهو يتطلب منا بذل الجهد والمال من أجل تصحيحه دون غلو أو غرور، لأنه كلما ازدادت الهوة بيننا كلما زاد معها ظلمنا لشعبنا وبلدنا، هذا الشعب والبلد يستحقان الكثير من الجهد السياسي والدبلوماسي والانساني والثقافي لإعطائهما مكانتهما الفعلية بين الشعوب والأمم وإزاحة تلك الصور الخاطئة التي ارتبطت بالجزائر ولا تزال لصيقة بها رغم التحولات التي شهدتها الجزائر في كل المجالات.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)