الجزائر

يؤسفنا أن نرى سواعد أبنائنا تُعمّر وتبني في بلدان أخرى أروع الأبنية وأجمل التصاميم



يؤسفنا أن نرى سواعد أبنائنا تُعمّر وتبني في بلدان أخرى أروع الأبنية وأجمل التصاميم
الكثير من البنايات التي يعدها الجزائريون شاهقة كالأبنية التي تمثل بعض المؤسسات الوطنية وبعض الجامعات هي في الأصل بنايات حديثة، تتبادر إلى ذهنك عدة تساؤلات أهمها هل يعقلُ فعلا وجُود ميزانية بلد قد تتعدى وتفوق ميزانيات دول بأكملها أن تفتقد إلى أبسط أنواع التطور الموجود في العالم أقلها المظهر العام الذي يميز هاته الأخيرة بواجهاتها الرئيسية.مازالت الكثير من الجمعيات الجزائرية وعلى رأسها جمعية "الجزائر البيضاء" تدعُوا إلى تدعيم مبادرتها في العودة إلى الحفاظ على الفن المعماري العاصمي.وفي حديث خصت به "البلاد"، أوضح "محمد أمين" وهو أحد مُمثلي الجمعية، أن هذه الأخيرة تعمل على مُطالبةكُل مهندسي هذا النوع الحضاري العريق بالعودة لاحتضان الفن المعماري الذي يميزُ الجزائر عبر فترات من الزمن التي خلت، وجعلها من أرقى العواصم العربية والعالمية.وحسبهم فإن الجزائريين في 2016 يحتاجُون إلى أن يُشاهدوا ملامح الإعمار والتطور كغيرهم من بُلدان العالم التي يتنافس فيها مُواطنوها ورجال أعمالها على روعة التصاميم التي تُقدم سواء لبناء الشركات أو ناطحات السحاب أو حتى البناء العمودي أو أي معلم يُراد له أن يكُون العلامة المميزة لجزائر الشُموخ والحضارة.مهندسُون رغبتهم في تجسيد هذه الخطوة... لكنوتعليقاً على الموضوع يقول محمد أمين "نحتاج إلى أبسط مُقومات الحياة كمشاهدة بناية جميلة التصميم والهندسة المعمارية بالعاصمة"، مُضيفاً أنه أثناء تجوالك في مدينة الجزائر وتوغلك بين أحيائها وحتى أزقتها، لن تُشاهد أي معلم كبير بُني حديثا أو أي بناية شاهقة ولا حتى برجا أو أي تصميم معماري يُعتمد عليه، ناهيك عن عدم وجود أي مكان يرتقي بالعاصمة التي هي من أكبر العواصم العربية، لذلك فإن بناءها اليوم -حسبهُم - يحتاجُ إلى وقفة حقيقية يحتاج إلى عودة كفاءات المبدعين الذين غادروها إلى دول الخارج، وبنوا فيها ووهبوها أهم مُنجزاتهم وأفكارهم التي أنتجت الكثير من الصرُوح، والتي من خلالها سيذكرها التاريخ، إذ أنها بُنيت بإشراف وعقُول جزائرية لها اسمها ومكانتها.ويقول "مُحمد صدوقي" وهو مُهندس معماري بإحدى الشركات المحلية في حديث مع "البلاد" مُتشائما "نحن كمهندسين معماريين يحزُ في أنفسنا عدم دعوتنا للمساهمة في وضع واجهة حقيقية وأصلية للفن المعماري بالجزائر وذلك على الأقل من خلال دعوتنا إلى المشاركة في تغطية جميع الفضاءات التي تُبنى خارج منظومة الفن الذي نتميزُ به عن غيرنا، والذي عادة يسلم للأجانب الذي وإن كان مبالغا فيه من حيث الحداثة، لكنه في الواقع يفتقد للبصمة التاريخية التي تميزنا عن غيرنا".ويضيف "يجب على المؤسسات المقاولاتية أن تناشد جميع المعنيين بهذه الدراسات المعمارية بالعودة إلى حضن الوطن، يؤسفنا جدا أن نرى سواعد أبنائها تُعمر وتبني في بلدان أخرى أروع الأبنية وأجمل التصاميم، نحن نطالب هاته العقول بأن تجسد أفكارها على أراضي جزائرية".إجراءات تعجيزية تعرقل المشاريع.. قبل بدايتهالا ننسى أن مُبدعي ومهندسي الجزائر قد سطروا إنجازاتهم وأفكارهم في دول الخارج، والتي ستدخل بعد سنوات التاريخ وستسجل ضمن أفضل الأبنية على مستوى العالم وستدخل موسوعة الجوائز الكبرى التي تُعطى إلى المُتميزين بمختلف أنحاء العالم، الجزائر بحاجة إلى أنامل مُهندسيها على غرار أطبائها وأساتذتها لكي نرتقي إلى مُستويات أفضل مما هي عليه الآن. فالمُهندس مثله مثل الفنان إذا ما وجد البيئة المناسبة ومناخ العمل الجيد المليء بالتعاون فإنه سيعملُ بصورة أكثر دقة وهذا الشيء شبه منعدم هنا، فالكل يعمل من أجل الوصول إلى هدف معين غير الهدف العام الذي يعني بشأن جماليات الفن المعماري الأصيل.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)