لم تلعب البيئة دورا في تشكيل شخصية وإبداع أديبة عربية كما لعبته في تشكيل وتوجيه إبداع عائشة عبد الرحمان المعروفة ببنت الشاطئ ! فهذه الفتاة المصرية الطموحة ولدت ونشأت في بيئة دينية محافظة إذ كان والدها أحد علماء الأزهر البارزين.نشأت عائشة معتزة بدينها مفتخرة بحضارة أمتها وإبداع رجالها ، فكانت أهم كاتبة عربية بعد العبقرية مي زيادة . وقد كانت تنشر مقالاتها في الصحف والمجلات السيارة باسمها المستعار بنت الشاطئ لأن الكاتبات كن نادرات في ذاك الزمن الأول ، ولأنها من بيئة محافظة ، فاختارت بنت الشاطئ توقيعا لمقالاتها ، لأن مسقط رأسها مدينة دمياط على شاطئ النيل !كان قلمها في سبيل دينها ، ودفاعا عن الحضارة العربية الإسلامية المستهدفة في ذاك الزمان من طرف الماركسيين كما هي مستهدفة من طرف الليبراليين ، وتلاميذ المستشرقين الذي كانوا يهدفون إلى قضية واحدة التقليل من قيمة العرب بالنيل من تاريخهم وأمجادهم .درست في أكثر من بلد عربي ، بل لقد درست في جميع أنحاء الوطن العربي بمصره ( جامعة عين الشمس) ، ومغربه( في الجزائر والمغرب)، وشامه( في بيروت) ، وخليجه( في الكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة) ، وفي السودان ، فساعدها ذلك على تعميق ثقافتها العربية وتوسيع معرفتها بالثقافة العربية المعاصرة المتنوعة المتحفزة للنهوض والانفتاح على العالم. وفي كل بلد عربي كان لها تلاميذ محبون وقراء معجبون . ألفت الكثير من الكتب في التفسير واللغة والتاريخ والإبداع الروائي لكن تبقى سلسلة تراجم نساء النبوة أحسن كتبها وأكثرها انتشارا وشيوعا بين القراء ، وطبعت أكثر من مرة حتى اليوم .إذ تناولت في هذه السلسلة الجميلة زوجات النبي أمهات المؤمنين وبناته وأمه أمنة رضي الله عنهن أجمعين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد القادر رالة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz