الجزائر - A la une

وفاة "حراق" جزائري بسبب الإهمال الطبي في سجن إسباني



توفي، قبل يومين، الشاب الجزائري عبد السلام قعدي ذي ال 39 سنة، الذي ينحدر من بلدية هنين في تلمسان بأحد المعتقلات الاسبانية، بعدما تم توقيفه من طرف خفر السواحل في رحلة هجرة غير شرعية قبل حوالي سنتين حسب ما علم من أقارب الضحية.وستصل جثة الحراق الجزائري في غضون الأيام القادمة إلى الجزائر لتسليمه لعائلته في هنين، حيث لم يتم بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية بين السجن والقنصلية حسب ذات المصدر.
"الشروق" حاولت الحديث مع عائلة عبد السلام إلا أنّ أفرادها كانوا تحت تأثير الصدمة، خاصة شقيقه الذي بدت عليه علامات التأثر ولم يستطع حتى التكلم من هول الفاجعة، في حين تحدّث أصدقاء الضحية عن عبد السلام الذي ينحدر من مدينة هنين شمال تلمسان، حيث ترك مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة وذهب وقتها للعمل اليومي في مجال الصيد تارة، بحكم أنه يقطن في بلدية ساحلية، وفي الفلاحة والبناء تارة أخرى يكسب منه قوت يومه، وبعد اشتداد عوده يقول أصدقاؤه أصبح الهم الوحيد لهذا الشاب هو العيش في الضفة الأخرى، وتولدت في ذهنه هذه الفكرة بسبب المعاناة التي عاشها طيلة حياته، حيث لم يجد عملا قارا يعيله ويبني به حياته، إذ طالما حلم بمنصب عمل ومن ثم الزواج وتكوين عائلة حسب ما رواه لنا أصدقاؤه.
وتشبث بفكرة الحرقة بعدما أغلقت في وجهه جميع السبل واقتنع بأنه لا يمكن أن يحقق ما يحلم به في الجزائر يضيف مقربوه، إلى أن وجد الفرصة المناسبة قبل حوالي 7 سنوات؛ فركب قاربا رفقة أصدقائه وتوجهوا إلى اسبانيا، لكن خفر السواحل أعادوه إلى الجزائر وقتها، وحاول 3 مرات أخرى بعد ذلك، لكنه كان يواجه نفس المصير -إرجاعه إلى الجزائر-، وفي خامس مرة ركب ورفاقه القارب وهو في ال 37 من العمر، وما إن وصل إلى السواحل الاسبانية حتى ألقى عليه خفر السواحل الإسبان القبض وأودعوه معتقلا خاصا بالحراقة، حيث لبث هنالك قرابة السنتين، كان يعاني من مرض في بطنه، حيث تدهورت حالته الصحية في هذا المعتقل خلال الأشهر الست الأخيرة، وزاده الاشتياق إلى الأهل معاناة حسب رفاقه، وتعد آخر صورة له بعثها أحد العاملين في المشفى الذي كان ينقل إليه إلى أهله في هنين، إلى أن وافته المنية بالمعتقل، وتنتظر عائلته وصول جثمانه بعد يوم أو يومين ومعها التقارير الطبية لمعرفة حقيقة الوفاة وأسبابها. للإشارة هذه المعلومات استقيناها من رفاق الضحية عبد السلام، حيث لم يستطع شقيقه التحدث إلينا ولو بكلمة من شدة تأثره بوفاة أخيه.
إلى ذلك، دخل الحراقة الجزائريون المعتقلين بسجن شبيوشي في ألميريا بإسبانيا في إضراب عن الطعام، وطالبوا السلطات الجزائرية بالتدخل لإنقاذهم وإعادتهم إلى بلادهم، ونشر أحد المواطنين من وهران، كان على اتصال بأحد المعتقلين في سجن شبيوشي على حسابه في فايسبوك فيديو يقول فيه:"إن الضحية عبد السلام كان يعاني من المرض، إلا أن السلطات الإسبانية لم تتكفل به، الأمر الذي جعلهم يدخلون في إضراب مخافة تسجيل وفيات أخرى، بعد كل من بودربالة وعبد السلام قعدي".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)