الجزائر - A la une



فقدت ''المساء'' والصحافة الوطنية قبل أيام السيد محمد العربي غراس.. السيد غراس لمن لا يعرفه -رحمه الله- كان أول مدير ينصب على رأس الجريدة عند صدورها سنة 1985 وكان المدير العام لمؤسسة ''الشعب'' التي انبثقت عنها عناوين الشعب، المساء، أضواء والمنتخب آنذاك هو المرحوم كمال عياش.
في تلك الفترة من الزمن لم تكن هناك صحف خاصة مثلما هو الحال في أيامنا وبالتالي كانت الجرائد التي ذكرتها تمثل كل الصحافة المعربة بالعاصمة.
تعودنا حينها أن نأتي باكرا عند الساعة الخامسة صباحا لتحضير عدد اليوم لأن الجريدة مسائية تخرج للأسواق بعد الظهر وكنا ما إن ندخل المقر حتى نسمع طقطقات شريط التلكس وبين الفينة والأخرى يأتي الحاجب فيأخذ لفافات أخبار الوكالة الفرنسية ووكالة الأنباء الوطنية فيسلمها لرئيس التحرير ليوزع العمل على الصحافيين.
كان السيد محمد العربي مثلما يناديه البعض منا رحمه الله خفيف الظل ودودا يدخل أقسامنا بعض المرات وهو يحمل أكواما من الجرائد المشرقية كالأخبار والجمهورية والشرق الأوسط فيداعب رئيس التحرير أو رئيس القسم قائلا ''جئت لأوزع عليكم الاستفادات'' ثم ما يلبث أن يدخل مع المتحدثين في حوار حول موضوع معين أو قضية ما بطريقته الخاصة ومصطلحاته المتميزة، مضفيا جوا ممتعا من الفكاهة والحيوية والانشراح في العمل.
ملاحظاته للزملاء حينما يخطئون في أمر كانت مهذبة بل وممتعة لدرجة أن ألفاظها بقيت لحد الأن عالقة بمسامعنا.. وقد حدث مرة وأن صادفنا السيد العربي أنا وزميلي محمد بوازدية خارج مقر الجريدة ونحن في طريقنا إلى مقهى مجاور بعد غلق عدد الجريدة فبادرنا بالتحية ثم أردف قائلا:
''أرى أن الطاقات تتسكع'' فنضحك ملء شدقينا على التعليق ثم ننصرف.
سي العربي لم يكن بالنسبة إلينا مديرا فقط بل كان الأب والأخ والصديق في نفس الوقت.. فوداعا أيها المحترم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)