الجزائر - A la une

والي غليزان تنزل إلى الشارع وتستمع لانشغالات المواطنين



والي غليزان تنزل إلى الشارع وتستمع لانشغالات المواطنين
خرج العشرات من المواطنين، خاصة الشبان منهم، عن صمتهم خلال الخرجة الفجائية وغير المنتظرة التي قادت الوالي الجديدة إلى الساحات العمومية المقابلة لمقر بلدية غليزان، أين استغل هؤلاء الفرصة للتعبير عن تنامي مظاهر الغبن والمشقة التي يتقاسمها الشباب في ظل شح فرص العمل بالرغم من تواجد عشرات المصانع الاقتصادية، إلى جانب الانتشار الرهيب للمفرغات العشوائية في كل حي وشارع وسط المدينة دون تحرك السلطات، فضلا عن نقص ملحوظ للإنارة العمومية على مستوى الأحياء الشعبية .والي الولاية قامت بالزيارة غير الرسمية بعدما شاهدت العديد من الشباب والطاعنين في السن يجلسون على المقاعد، وآخرون يفترشون الأرض بالساحة العمومية تحت أشعة الشمس، أمام تواجد حديقة عمومية تقابلهم لازالت مهملة، وهو ما وقفت عليه الوالي بعدما انبهرت بجمال الحديقة وأمرت رئيس البلدية الإسراع في تهيئة وتنظيف الحديقة وفتحها أمام المواطنين باستعمال معدات وأجهزة وعمال البلدية. كما تطرقت عدة مرات للتدهور البيئي الرهيب الذي حل بهده الحديقة العمومية المتواجدة بشارع الجمهورية التي تحولت إلى مكان مفضل لتفشي مظاهر التفسخ البيئي والأخلاقي، بتجمع عشرات السكيرين والمنحرفين بعدما كانت هذه التحفة الموروثة من العهدة الاستعمارية، بعد الاستقلال، الملاذ الوحيد لسكان المدينة لقضاء فترات من الراحة داخل فضاء هذه المتاحة للسياحة المحلية التي كانت تحوي العديد من الأركان المختلفة وزوايا ذات مناخ رياضي وثقافي فضلا عن الترفيهي منه، ما سمح باجتذاب أحجام كبيرة من العوائل بقصد الترفيه، كما كانت قبلة يحج إليها الآباء والأمهات كل يوم خميس وجمعة قصد استدراك نصيب من هواء الطبيعة النقي، قد تم غلقها بصفة مؤقتة بعدما اغتيل هذا المكسب الثري الذي يعتبر الرئة الحقيقية للمدينة، من خلال الغياب التام لسياسة تخطيط عمرانية تصون وتحمي مثل تلك المرافق خاصة في عاصمة ولاية تفتقر إلى أدنى هيكل من جغرافيتها من شأنه أن يساهم في ترقية المحيط البيئي والارتقاء إلى تهيئة الإقليم الصحي، الشيء الذي ترتب عنه بروز ثقافة مضادة غرست روح العدوانية ضد كل مخزون حضاري من شأنه أن يسمح للأجيال ملامسة شيء من تاريخه القريب، فأضحت تلك المتاحة مهملة ومنسية تبكي على روح التخلف الثقافي التي لحق بها عبر تعاقب السنين. ومن هذا المنطق تحولت من لوحة فسيفسائية رائعة إلى مشهد مأسوي ومنبع لكافة أنواع التفسخ الأخلاقي، وباتت بمقتضى ذلك محمية لتلك الشريحة تمارس على مستواها أشكالا من العنف والعنف المضاد، الأمر الذي ساهم في تعفن النظام البيئي للحديقة العمومية. قابلها في ذاك استياء وتذمر المجتمع المدني الذي أعلن عن رفضه للوضع القائم وطالب الجهات المعنية بضرورة التحرك من اجل إعادة الاعتبار لهذا الصرح الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من ذاكرة الولاية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)