الجزائر - A la une

"واجهة البحر" أولى روائع وهران




تدعمت وهران خلال السنوات الأخيرة بفضاءات و مساحات واسعة للترفيه و التسلية هبَ إليها المواطنون و العائلات بغية الترويح عن النفس خاصة خلال موسم الاصطياف ، و رغم وفرة المشاريع المماثلة و اتساع الأماكن الترفيهية إلا أنَ واجهة البحر احتفظت بذلك السحر الذي جعل عشاقها أوفياء لها و جذب السياح و الزوار الجدد .. فلا يمكن لزائر الباهية أن تطأ قدماه أرضها دون أن يخصص وقتا للاستمتاع بإطلالة على البحر من الواجهة.مراقبة البواخر والتقاط الصوركانت الساعة تشير إلى السادة مساء عندما توجهنا إلى المكان الذي كان يعج بالزوار والسائحين الذين وجدوا الراحة والهدوء في المكان ، حيث كانت الغبطة بادية على وجوه الجالسين على المقاعد الموزعة على طول الرصيف الذي بلغ الأربعة أميال .. منهم من اتخذ من حاجز الشرفة جدارا قصيرا يتكئ عليه حتى لا يفوته جمال المنظر الساحر ، ومنهم من فضل التقاط صور تذكارية مع عائلته أو أصدقائه ، وما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية أن المتواجدين بالمكان يقفون مطولا دون ملل أو كلل لمراقبة البواخر على البحر من بعيد أثناء اقلاعها باتجاه فرنسا أو اسبانيا من الميناء الذي يتموقع تحت الواجهة بحدود طريق مؤدي نحو الكورنيش ، أين تبدو المركبات من الأعلى و هي تسير و ترسم صورة معبرة عن ديناميكية الحياة اليومية . صادفنا بالمكان العديد من الضيوف ورصدنا بعض الانطباعات حول واجهة البحر السياحية ، فقالت الأستاذة " زهرة " من ولاية تيارت إنها جاءت إلى الباهية رفقة بناتها الثلاث لقضاء أسبوع قبل أن دخول موسم دراسي جديد ، وقد تعودت خلال زيارتها للمكان سنويا أن تمشي على رصيف واجهة البحر وتتجه نحو أقرب محل لتناول المثلجات ، دون أن تنسى التقاط صور تذكارية قبل العودة إلى " تيهرت" ، أما التاجر المصري " أحمد " فأوضح أنه استقري بوهران و فتح محلا لبيع الأفرشة .. و كلما أتيحت له الفرصة يتوجه نحو " واجهة البحر" التي تشعره بالراحة وتحسه بأنه في مدينته " الاسكندرية " نظرا للتشابه الكبير بين المكانين ، و يقول الشاب " رضا" إنه يقطن بالقرب من واجهة البحر ، وقد اعتاد أن يلتقي برفقائه في هذا الفضاء الجميل عند المساء لقضاء وقت ممتع سويا .. لوحات فنية وفسيفساء تزين المكانونحن نجوب المكان لاحظنا الكثير من الأجانب الذين قدموا من مختلف دول العالم وهم يسيرون على الرصيف ويلتقطون الصور هنا وهناك ، لاسيما أولئك الذين قدموا من اسبانيا ،فرنسا و الصين و تركيا و البرتغال المالي و النيجر ، ومن الدول العربية في مقدمتهم سوريا فلسطين و مصر، و أغلبهم سياح نزلوا بالجزائر ضيوفا أو عمالا بموجب عقود مختلفة تتعلق بمشاريع تنموية انطلقت خلال السنوات الأخيرة ، هذا و نذكر أن واجهة البحر لا تخلو من المارة طيلة ساعات النهار أو الليل .. و غالبا ما تعرف حركية كبيرة خلال الساعات الأخيرة من المساء ، و للإشارة نذكر أنَ " واجهة البحر" تمَ تشييدها إبان الاستعمار الفرنسي سنة 1949، و قد أوليت خلال السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا من قبل المسؤولين و عرفت بعض التعديلات التزيينية مثل تدعيم جدار مزين بلوحات فنية جميلة وفسيفساء زادتها رونقا و جمالا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)