الجزائر - A la une

همس الكلام
الشعر يكتبنا بريشة طيره،و نحتفل به في كل سنة بطريقة ما ،وهكذا عرف الشعر منذ الأزل باندفاعه مع الأحداث المختلفة التي يصنعها الإنسان أو التي تفرض عليه، فيعبر عنها و يجسدها، و يعكس ما فيها من سلبيات و إيجابيات. فهو الحاضر في ميادين النزال، كما في حفلات الأعراس، و في مجالس اللهووالترف كما في مجالس الوعظ و لإرشاد، وفي الفخر بالقيم النبيلة كما في ذم الخصال القبيحة، و في رحاب الملوك والسلاطين كما في أكواخ الفقراء والمعدمين، وما شئت من الميادين والجبهات.
والشعر بما يحمله من سحر في البيان وتناسق في النظم، وسعة في الموضوعات،وسيلة لسانية مهمة في تخليد الآثار،وتصوير المواقف، مما يجعله مؤثرا في النفوس، ومترددا على الألسنة جيلا بعد جيل،وحقبة بعد حقبة. 
وإذا كان للشعر هذه الخطورة، فإن اقترانه بالأحداث العظمي يزيده قوة و مكانة في آن معا،خاصة إذا ما وجد من الشعراء من يجمع قوة البيان بقوة العزيمة والشجاعة. لأن أخطر ما في الشعر كونه كلاما خالدا يتردد على الألسنة كما تتردد التحية بين الناس، وكونه محط أنظار الجميع بغض النظر عن مستوياتهم ووظائفهم. وما ينقله تاريخ الأدب عن الشعر والشعراء قديما وحديثا يذهل القارئ بكل ما يحمله من متناقضات. فرب شاعر رفعته قصيدته إلى مصاف الأخيار والأبطال، ورب شاعر نزلت به القصيدة إلى قاع الضياع، وما ذاك إلا لأن الشاعر أبدع فيها فنا وجسد فيها موضوعا له من الأهمية ما ليست لغيره.وفى كل مراحل تطور الإنسان اعتبر الشعر بمثابة حيز له تنعقد فيه صلته العميقة بحاضره وتطلعه إلى المستقبل؛ إذ تشكل اللغة الشعرية، بما تنطوي عليه من نغمات وصور مجازية وقواعد، حصنا متينا ضد الفقر الثقافي واللغوي في العالم، وانطلاقا من ذلك، يثرى الإبداع الشعري الحوار بين الثقافات باعتباره ضامنا أساسيا للسلام.ومهما يكن من أمر، فإن عظمة الثورة الجزائرية سواء عبر عنها الشعراء بالصمت أو بالكلام، محرك من محركات الإبداع عند هم، و مصدر مهم من مصادر الإلهام. ورغم كل ما قلنا فإن الشعر الذي تناول الثورة الجزائرية في الجزائر كما في العالم العربي كثير لا تحصى قصائده. فقد تعددت أفكاره من تمجيد للشهداء، و رفض لأساليب المختل الغاصب، وحث للشعب الثائر على الصمود والمواجهة، وذم لجرائم الاستعمار ضد الإنسانية و غيرها. وبقدر ما تشرفت ثورتنا المجيدة بجهود الشعراء، فقد تشرفوا هم كذلك بها، وهذه هي النتيجة الطبيعية لتلاحم الشعر مع الأحداث الجليلة و ظهر جيل آخر بعد الاستقلال يناضل بالحرف الشعري من اجل وطنه أو يصب أفكاره في وعاء يتجدد كل يوم مع واقع الحياة التي تفرضه الظروف المعاشة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)