هل هي صدف ؟

تسلسل الأحداث في الجوية الجزائرية حدثا بعد آخر، وآخرها تعطل شبكة الإعلام الآلي بالمطار، لا يدل سوى أن ثمة صراع كبير داخل الشركة، خرج من المكاتب المغلقة ليرمى الى الشارع، على شكل " القوا الثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب" إلا ان نشر غسيل الشركة بين الناس والعبث بالمسافرين سيفقد الشركة مصداقيتها لأن المشكل لم يعد حديث الداخل بل صار حديث الخارج أيضا، ليس هذا وحسب فحين يقول وزير النقل أن ثمة أطرافا خارجية تريد ضرب استقرار الشركة، ويقول مديرها العام أن منافسين يحاولون ضرب الشركة، دون أن يتم تحديد هذه الأطراف فتلك مشكلة أخرى تزيد الموقف ضبابية، لأن المواطن العادي تعود على تعليق مشاكل البلاد على المؤامرات الخارجية، حتى وان كان الأمر هذه المرة يشير إلى أنه فعلا هناك من يريد ليس ضرب الشركة ولكن البلاد، فتسلسل الاحداث مؤخرا ليس في الجوية الجزائرية فقط، بل في البلاد ككل وحتى محيطها الإقليمي تشير الى ان الأمور لم تبنها صدفة، فمن مشاكل الجوية الجزائرية، إلى تهديد النقابات بدخول اجتماعي ساخن، وقصف العاصمة طرابلس عن طريق طائرات مجهولة، كي يقال انها طائرات جزائرية، والتحركات العسكرية وحالة التأهب القصوى لجيش المخزن في جميع ربوع البلاد، كل هذا وغيره محاولة لتشتيت الانتباه واضعاف التماسك الوطني، والهدف الرئيسي في كل هذا هو الحاق البلاد بقافلة الربيع العربي، فهل كل هذه الاحداث المتزامنة والتي تكاد تكون في وقت واحد مجرد صدفة ؟.