الجزائر - A la une

هل هي العودة الكبيرة للعميد إلى المنافسات الإفريقية؟


هل هي العودة الكبيرة للعميد إلى المنافسات الإفريقية؟
تبقى مولودية الجزائر على الإطلاق أول ناد فتح للنوادي الجزائرية باب المشاركة والتتويجات في الكؤوس الإفريقية بمختلف منافساتها، لكن بالرغم من هذه الصفة أو الميزة التي يحملها العميد والتي تطبع تاريخه الرياضي مند فوزه بكأس رابطة أبطال إفريقيا في 1976، لم يتمكن من صنع لنفسه مشوارا كبيرا في المنافسة الإفريقية، مثلما تمنى أنصاره ومحبوه، على خلاف ما فعله مثلا وفاق سطيف وشبيبة القبائل، التي لازالت تُعتبر بمثابة النادي الجزائري الأكثر تتويجا في الكؤوس الإفريقية.محاولاته العديدة للعودة بقوة إلى هذه المنافسة في السنوات الأخيرة، باءت كلها بالفشل الذريع لأسباب عديدة، منها فشل النادي في امتلاك فريق شبيه بذلك الذي كان يحوز عليه في السبعينات، وسوء تسييره سياسة التكوين التي لم تنجب لاعبين كبارا، وأدى ذلك بالنادي إلى اختيار سياسة الاستقدامات التي أبانت عن محدوديتها، حيث لم تسمح برد الاعتبار للفريق على المستوى الإفريقي ولا حتى على المستوى الوطني، ليستمر العميد في معايشة سوء التسيير وتعفن محيطهو دخوله في أزمات عاشها في أعقاب انفصاله عن شركة سوناطراك، التي سببت له متاعب كبيرة نتج عنها سقوطه إلى القسم الثاني.اليوم وبعد عودة الفريق إلى شركة سوناطراك، يحاول مسيروه وعلى رأسهم مديره العام عمر غريب، جر النادي إلى معايشة مغامرات أخرى في المنافسات التي يشارك فيها، لا سيما أن فريق مولودية الجزائر لازال يثير اهتمام وشغف أوساطه الرياضية التي أصبحت قريبة منه أكثر من أي وقت مضى؛ لكونه يلعب هذا الموسم على الجبهات الثلاثة: البطولة، كأس الجمهورية، وكأس الكونفيدرالية لكرة القدم، فالمشاركات الثلاث في زمن واحد تعني بالنسبة لأنصاره، أن الفريق خرج من دوامة الصراعات الفردية والجماعية التي أنهكته في السابق، ولا يمكن أن يضيّع واحدة من هذه الأهداف الثلاثة بالرغم من صعوبة المهمة في البطولة وكأس الجمهورية، بينما تبدو الأبواب مفتوحة على مصراعيها أمامه في الرابطة الإفريقية للتأهل إلى دور المجموعات بعد خسارته الضئيلة (0 - 1) في لقاء ذهاب هذه المنافسة أمام الفريق التانزاني يونغ أفريكانس، وهي نتيجة تدل على أن فريق العميد يحتفظ بنسبة كبيرة بأمل التأهل في مباراة العودة أمام جمهوره العريض المتعود على دعم فريقه بالتشجيعات في أصعب الظروف التي ستكون حاسمة عندما يلتقي زملاء قراوي السبت القادم منافسهم التانزاني بملعب 5 جويلية. كل لاعبي الفريق تسودهم غمرة التأهل إلى الدور القادم؛ لاعتقادهم أن تجاوز هده النتيجة تُعد سهلة بملعب 5 جويلية، غير أن المدرب كمال مواسة لا يرى مباراة العودة بهده النظرة، فهو مرتاب بشكل خاص من تراجع مردود تشكيلته التي ضيّعت كثيرا من النقاط في المباريات الأخيرة من البطولة، التي جعلتها تتأخر عن الالتحاق برائد المجموعة وفاق سطيف، الذي وقف أمام العميد كحجر عثر ليس في البطولة فحسب، بل حتى في كأس الجمهورية التي ستجمع الفريقين في مباراة مثيرة لحساب الدور نصف النهائي. أكثر ما يشكو منه كمال مواسة هو غياب الفاعلية لدى خط هجومه، الذي يعود إلى هدر فرص عديدة للتسجيل في البطولة، ويخشى أن يتكرر ذلك في لقاء هذا السبت ضد الفريق التانزاني. وقال مواسة في هذا الشأن: "كان بوسعنا العودة من تانزانيا بنتيجة إيجابية لو توصل لاعبونا إلى استغلال الفرص العديدة التي أتيحت لهز شباك يونغ أفريكانس، وغياب الفاعلية لدى مهاجمينا أصبح يؤرقني، ولا بد أن نقوم بتصحيح هذا الوضع في التدريبات التي ستسبق المباراة. يجب على اللاعبين بشكل عام والمهاجمين بشكل خاص، التحرك جيدا في الهجوم، وإيجاد الطرق المناسبة لتسجيل الأهداف بالرغم من أننا ندرك جيدا أن المنافس التانزاني سيلعب بحذر شديد في الدفاع، لكن أملنا كبير في تحقيق التأهل".وسيكون أمام مدرب مولودية الجزائر خيارات عديدة لتشكيل خط هجومي فعال؛ على اعتبار أن الفريق سيسترجع لاعبيه المصابين، منهم بشكل خاص سوغر وبوقش اللذان غابا عن مباراة الذهاب والمنتظر منهما أن يمنحا لزملائهما قوة إضافية في مباراة هذا السبت. لكن الفوز على المنافس التانزاني يتطلب من لاعبي العميد الأخد بزمام الأمور منذ اللحظة الأولى التي ستنطلق فيها المباراة؛ من خلال فرض ضغط متواصل على منطقة التانزانيين؛ ما قد يؤدي إلى فتح باب التسجيل مبكرا. كما يتعين على عناصر المدرب مواسة أن يحتاط من التانزانيين من خلال منعهم من تطوير اللعب نحو الهجوم؛ لكون الزوار سيحلون بالجزائر من أجل الدفاع بشتى الطرق عن حظوظهم في التأهل إلى دور المجموعات، ويكفيهم أنهم أصبحوا يعرفون كثيرا من نقاط قوة المنافس الجزائري، وقد يصلون إلى استغلالها جيدا.عامل الجمهور سيكون حاسما في التأهل إلى دور المجموعاتيأمل لاعبو الفريق أن يعود المناصرون بقوة إلى مدرجات ملعب 5 جويلية بعدما قام عدد كبير منهم بمقاطعة بعض مباريات البطولة في أعقاب تدني مستوى الفريق وتراجع حظوظه في الفوز بلقب البطولة، الذي أصبح قريبا أكثر من رائد المجموعة وفاق سطيف، الذي قد يقطع الطريق عن العميد للوصول إلى نهائي كأس الجمهورية بما أن الفريقين سيلتقيان في نصف نهائي هذه المنافسة الشعبية.ومن أجل الرفع من حظوظ الفريق في التأهل إلى دور المجموعات، بادرت إدارة النادي بإجراء حملة توعية لدى الأنصار لكي يتوجهوا يوم السبت بأعداد كبيرة نحو ملعب 5 جويلية ويقدموا مساندة مطلقة للاعبي الفريق ويرفعوا من معنوياتهم، حيث إن حضورهم في مدرجات الملعب الأولمبي سيبعث الدفء في الفريق لكي يلعب بكل ما أوتي له من قوة لتحقيق الانتصار على المنافس التانزاني، لا سيما أن هذا الأخير يملك فرديات قادرة على خلق مشاكل كبيرة لفريق العميد، منها مسجل هدف مباراة الذهاب بدار السلام اللاعب طاباني كاموسوكو، الذي صرح بأنه سيأتي إلى الجزائر رفقة زملائه من أجل انتزاع التأهل إلى دور المجموعات بالرغم من اعترافه بصعوبة المهمة. واعتبر طاباني كاموسوكو أن الهدف الذي سجله في شباك الفريق الجزائري قد يكون كفيلا بتحقيق التأهل بملعب 5 جويلية الأولمبي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)