الجزائر - A la une



هكذا هو المنطق الفرنسي!
”يعجبني” المنطق الفرنسي، عندما يتعلق الأمر بالحرب على الإرهاب، وما يتعلق بالراهن العربي. والدليل ما قاله وزير خارجية فرنسا، جان مارك أيرلوت، في ختام اجتماع ”مجموعة دعم سوريا”: ”إن سلاح الجو السوري يجب ألا يشارك في الحرب على داعش”. وأن الحرب على هذا التنظيم هي مهمة التحالف الدولي فقط! وأن الجيش السوري، حسبه، عندما يتدخل سيقصف حتى المعارضة ”المعتدلة”.لا أدري إن كان أيرلوت يسمي جبهة النصرة وأحرار الشام التي ذبح عناصرها من أسابيع الطفل الفلسطيني عبد الله، بعدما مثلوا به وأذاقوه العذاب، ثم رفعوا رأسه مثلما يرفع فريق الكرة المنتصر الكأس، معارضة معتدلة يمنع على الجيش السوري قصفها؟!إن كان الأمر كذلك، فمن حق الآخرين القول لا يجب على الجيش الفرنسي التصدي للعناصر الإرهابية التي ضربت في الباتكلان وفي ممر الإنجليز في مدينة نيس في جويلية الماضي.فكيف تسمح فرنسا وأمريكا وبريطانيا وكل البلدان المستهدفة من الإرهاب لنفسها ولجيشها بالتصدي للإرهاب، بينما يُمنع الجيش السوري من استئصال هذه الجرثومة على أرضه التي دمرتها وتآمرت عليها بلدان غربية وعربية؟!لماذا لم يعترض أيرلوت على مشاركة تركيا في العملية، مع أن هذه استغلت الوضع في سوريا لتنتقم من الأكراد الانفصاليين وتشن عليهم في كل مرة غارات وتقتل منهم العشرات؟ما دور الجيش السوري إذا لم يكن حماية ترابه وشعبه وبلاده التي دمرها تحالف من نوع آخر، تحالف متعدد الجنسيات يضم أزيد من 70 جنسية، لا مصلحة له في سوريا غير إحلال الدمار؟!نشرت تقارير صحفية، ربما لم يقرأها وزير خارجية فرنسا، أن ما يقارب 870 مسلح و8 مستشارين عسكريين أمريكان و12 ضابطا أردنيا قتلوا في ريف حلب على يد الغارات التي يشنها الجيش الروسي والسوري على مواقع داعش، فماذا كان يفعل هؤلاء عند داعش التي يدعون محاربتها؟ بينما يدعي الإعلام الغربي أن الغارة استهدفت قافلة مساعدات، حتى أن بان كي مون ”الأطرش في الزفة” أدان استهداف قافلة المساعدات التي هي في الحقيقة قافلة تحالف من نوع آخر!وماذا عن الجنود السوريين الذين قتلوا في دير الزور بعد غارة أمريكية؟ فهل يرى سيادة أيرلوت أن يبقى دفاع الجو السوري مكتوف الأيدي عندما يستهدفهم التحالف الأمريكي الداعشي؟!كان على فرنسا منذ أن ورطها ساركوزي في ليبيا أن تلتزم الصمت، لكن يبدو أن هولاند الذي انتقد سلفه على تدخله في ليبيا ووعد بالسلم، لم يجد ما يغطي به عجزه الداخلي، أحسن من إثارة قلاقل في الخارج والتغطية بمحاربة الإرهاب وبالتدخل في القضية السورية؟ألم تستخلص فرنسا بعد دروسها في الجزائر وموقفها من الأزمة الجزائرية سنوات التسعينيات؟وهذا رئيس ”السينا” الفرنسي، جيرار لارشار، يعترف الإثنين الماضي في باريس، بحضور عبد القادر بن صالح ”أن فرنسا ربما لم تفهم المخاطر التي كانت محذقة بالجزائر سنوات التسعينيات”. استفاقة متأخرة جدا، لكن هذا لم يمنع وزير خارجية بلاده أن يسقط في الخطأ من جديد في قضية مماثلة في سوريا، أو ربما لكل مقام مقال!!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)