الجزائر - Revue de Presse

هكذا كانوا في الليل



 الصّحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، كان هو وامرأته وخادمه يُقسِّمون اللّيل ثلاثاً، يُصلّي هذا ثمّ يوقظ هذا. فاللّيل كلّه صلاة ومناجاة، ودموع وخشوع، وذكر وشكر، والشِّعار لا للفرش الوثيرة، والنّوم اللّذيذ. إنّهم الموصوفون بأبلغ قول وأعظم صورة في قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} السجدة:61, يرسم القرآن لهم ''صورة المضاجع في اللّيل تدعو الجنوب إلى الرُّقاد والرّاحة والْتِذاذ المنام ولكن هذه الجنوب لا تستجيب؛ لأنّ لها شغلاً عن المضاجع الليِّنة والرّقاد اللّذيذ شغلاً بربّها، شغلاً بالوقوف في حضرته، والتّوجّه إليه في خشية وفي طمع يتنازعها الخوف والرّجاء'' الظلال لسيد قطب. وهذا ''زمعة العابد'' كان يقوم فيُصلّي ليلاً طويلاً فإذا كان السَحَر نادَى بأعلى صوته: ''يا أيُّها الرَّكب المعرسون، أَكُلُّ هذا اللّيل ترقدون؟ ألاَ تقومون فترحلون''، فإذا طلع الفجر نادى: ''عند الصباح يحمد القوم السرى''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)