الجزائر - A la une

هكذا عانى الضحية 199 من داء السيليكوز تهميش السلطات


ووري ، جثمان الفقيد عبد الحميد تيغزة في مقبرة تكوت، وهو الضحية 199 بسبب داء السيليكوز الناجم عن صقل الحجارة، حيث وافته المنية عن عمر يناهز 43 سنة، بعدما عانى الكثير في المدة الأخيرة من مضاعفات هذا المرض، ناهيك عن معاناته المزرية، وفي مقدمة ذلك حلمه بالحصول على مسكن يؤويه وعائلته المتكوّنة من 3 أبناء.يجمع كل من عرف الفقيد عبد الحميد تيغزة، الضحية رقم 199 بسبب داء السيليكوز، بأنه عاش بسيطا ومات وهو يحلم بسكن يؤويه مع عائلته، فهو من مواليد 1977 بتكوت (باتنة)، امتهن مهنة صقل الحجارة مع زملائه سنوات التسعينيات من دون مراعاة خطورة المهنة ومآلاتها، ويؤكد الكثير بأن حالة عبد الحميد تيغزة مثل حال شباب تكوت، أخرجته صعوبة الظروف المعيشية من أجل البحث عن لقمة عيش في المدن وبقية الولايات، من خلال امتهان حرفة صقل الحجارة التي تحوّلت بمرور الوقت إلى وبال على شبان تكوت وما جاورها، وحسب بعض العارفين بالفقيد، فإنه بعد الزواج وتكوين الأسرة (رزق ب 3 أبناء)، سرعان ما أحس بتدهور صحته تدريجيا بسبب داء السيليكوز الذي أنهكه وأفقده طعم الراحة في المدة الأخيرة.
وعلاوة على المتاعب الصحية التي عانى منها ابن تكوت بسبب مضاعفات المرض الناجم عن داء السيليكوز، فقد واجه متاعب كبيرة من الناحية الاجتماعية، وحسب بعض مقربيه، فقد كان يحلم بسكن اجتماعي أو وفق صيغة البناء الريفي، لكن حسب قولهم فإن السلطات البلدية لم تراع طلبه، فبقي يقطن مع عائلته في منزل مبني من طين وحجارة بحي تيغزة تكوت. وفي السنوات الأخيرة قامت الحماية المدنية بزيارة منزله واطلعت على حاله، وأعدت محضر معاينة لكي يكون من المستفيدين الأوائل بالسكن، لكن حسب بعض مقربيه فإن هذا الحلم لم يتجسد، والأكثر من هذا فقد عاش عدة سنوات تحت سقف يقطر كلما تهاطلت الأمطار، وحسبهم فإنه لحسن الحظ لم يسقط فوق رؤوس أولاده، في الوقت الذي تدخل بعض المحسنين وقاموا بترميم شكلي للسقف شتاء هذا العام، وبقي الفقيد يحلم على هذا الحال حتى وافته المنية السبت من دون أن يتحقق حلمه وحلم أبنائه وعائلته.
ومعلوم أن الفقيد عبد الحميد تيغزة يعد خامس ضحية هذا العام، والضحية 199 في المجموع حسب أرقام غير رسمية، ناهيك عن العدد الكبير من المرضى الذين يعانون في صمت.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)