الجزائر - A la une

هذه هي أهم المواضيع المطروحة في الأيام الوطنية للمسرح



هذه هي أهم المواضيع المطروحة في الأيام الوطنية للمسرح
عالجت غالبية المسرحيات المشاركة في الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح التي تجري فعالياتها منذ الخميس الماضي على ركح دار الشباب رابح بورغدة ببلدية عزابة، بشرق سكيكدة، مواضيع تتعلق بالآفات الاجتماعية بمختلف أنواعها. وفي هذا السياق، تطرقت مسرحية ألعب لعبك لجمعية اتفاق القلوب من المسيلة، التي افتتحت المنافسة، إلى آفة اجتماعية لطالما تعاني منها مجتمعات العالم الثالث المتخلفة وهي حب السلطة والمال والرغبة في الوصول إلى أعلى المناصب عن طريق الانتهازية والعلو على حساب الفقراء والمساكين، حسبما أكده مخرجها الشاعر، حسين قبايلي. وأضاف المتحدث بأن هذه المسرحية تعالج كذلك مشكل تهميش الأشخاص الأذكياء وكذا الرؤية السائدة التي تعتبر الأخلاق والقيم والثقافة والتنوير مجرد كماليات العيش ويمكن الاستغناء عنها بينما المال والسلطة هي أساس العيش الرغيد، معتبرا أن مسرحية ألعب لعبك لمؤلفها عيسى شريط هي نظرة لأشكال تهميش للفرد المثقف. وقد حاول الممثلون في هذه المسرحية تجسيد الصراع الاجتماعي في المجتمع بين محبي النفوذ والمال الذي جسده الممثل الشاب ماسينيسا قبايلي وكذا عقلية الدراويش والعبودية والانقياد التي مثلها الثلاثي بوترعة علاء وكمال جفال ورابح عمرون. من جهتها، وفي عرض ثان وبأداء مميز، جسدت مسرحية نون للجمعية المسرحية الهواء الطلق لبودواو بالجزائر العاصمة، صراع العقل والضمير والقلب حيث أكد كاتبها، وليد عبد اللاهي، أن مسرحيته تعالج آفة اجتماعية يعاني منها الكثيرون وهي صراع بين الأنا، فهل يتبع الشخص قلبه أم عقله أم ضميره؟ وهل يتغلب العقل على الضمير؟. وتعتمد هذه المسرحية، التي أخرجها هشام كيحال، على ثلاثية تمثيلية جسدها في دور القلب صاحب النص الممثل وليد عبد اللاهي ودور الضمير الذي أداه الممثل الشاب محمد بريك شاوش الذي قام بتصميم سينوغرافية العرض والعقل الذي قام بتجسيده رئيس جمعية الهواء الطلق لبودواو غانم فريد حيث اعتمدوا على أسلوب الحوار المشحون بين معاملات النفس البشرية الذي يهدف إلى الخلاص من التيه الذي أوجدتهم فيها نون التي بقيت طيلة العرض مجهولة الجنس والشكل والعمر والأوصاف. وحسب عبد اللاهي، فإن الصراع بين هذه الشخصيات الثلاث يزداد حدة لأن كل منها يريد أن يسود وأن يفرض نفسه وترتفع حدة رمزية الخطاب عند حديث العقل الذي يمسك بخيوط أي أمل يجود به القلب أو الضمير و الذين وجدوا أنفسهم أمام نهاية واحدة وهي الموت على خيال نون حيث تعطش القلب للماء والدواء الذي احتفظ به العقل لذاته رغم توسلات الضمير، إلا أن الموت لم تشفع له لينتحر الضمير ألما لفقدان القلب والذكريات. وفي الأخير يلقى العقل مصرعه بعد بقائه وحيدا في وحشة وتيه دون قلب أو ضمير وبعد خداع وكذب ونفاق عيشتهم فيه نون لتوقعهم في دائرة محكمة الأخلاق نهايتها موت يتبعها سكون. من جهتها عالجت مسرحية الطبيب المقتبسة عن مسرحية طبيب رغم أنفه لموليار لمخرجها وحيد عاشور في قالب كوميدي طبيعة العلاقات بين الآباء والأبناء في ظل نقص الحوار والاتصال ما يتسبب في حدوث صدامات وسوء تفاهم بين الطرفين. وقد تطرقت هذه المسرحية إلى الطمع الزائد الذي يجعل من الإنسان يقوم بأعمال هو غير أهل لها، ليجد نفسه في الأخير في موقف مليء بالمتناقضات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)