الجزائر - A la une

هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستعداد لرمضان



هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستعداد لرمضان
نعلم جميعًا أن الضيف الكريم شهر رمضان قد اقترب من الباب، ففي أي لحظة من الآن سيطرق أبواب المؤمنين، الذين طالما انتظروه. فهل من استعداد لاستقباله؟ وهل لنا أن نصوم قبل دخوله ما لم يكن علينا شيء من صوم واجب؟ فإنا قد سمعنا من يفعل ذلك احتياطا لرمضان، وأنت قد عرفت أن العمل أيا كان، لا يُقبل حتى يوجد فيه شرط الإخلاص لله تعالى ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؟
رمضان له فضل بل فضائل على بقية شهور السنة، فهو شهر مضاعفة الأجور في جميع الطاعات، وجميع الأعمال الصالحات، غير أنك تعرف أن العبادات توقيفية، لا نفعل ولا نقوم بشيء منها إلا وفق الضوابط الشرعية، ومن ذلك كون العبادة مشروعة من قبل الشارع الكريم .
فكون الشخص يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين احتياطا، ويقول: أصوم قبله بيوم أو يومين احتياطًا، فهذا لا دليل عليه، بل ورد النهي عنه، لكن هذا يختلف عن شخص له عادة، مثل أن يكون الشخص من عادته صوم يومي الاثنين والخميس فصادف ذلك أحد هذين اليومين قبل رمضان بيوم أو يومين، فلا بأس به، أو يكون من عادته صوم أيام البيض، ولم يتمكن من صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ولم يتيسَّر له صومها إلا قبل رمضان بيوم أو يومين، فهذا لا بأس به أيضًا.
وأما أن يفعل ذلك احتياطا، فهذا قد جاء نهي النبي عليه الصلاة والسلام عنه، كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يتقدَّمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصُم ذلك اليوم} متفق عليه، فإن هذا يُستفاد منه أن المقصود بالنهي الخوف من أن يحتاط الإنسان لدخول رمضان، وإنك لتجد أو تسمع عن أولئك الذين يفعلون هذا سواء في العالم الإسلامي أو غيره، فأين طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام في أمره، وأين اجتناب نهيه وتصديق خبره، بل أين اتباعه في شرعه في العبادة؟ إن كنَّا مؤمنين به حقا.
وكما أنه لا يجوز صوم تلك الأيام احتياطا لرمضان، كذلك لا يجوز صوم يوم الشكِّ، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في الليلة غيم أو قطر مثلا، وقد منع ذلك من رؤية الهلال مطلقًا، وأنت تنوي اعتداد ذلك اليوم من رمضان، لأن من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، كما عند أبي داود والترمذي من حديث عمَّار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما.
وأما قضية الاستعداد، فلا مانع من الاستعداد لهذا الشهر الكريم، فإنك إن كنت كريما، فمن الكرم إكرام الكرماء، فاستعدادك لتضمين شهر رمضان بأكبر قدر ممكن من العبادات والطاعات المتنوعة، من سنن الصلوات والنوافل الكثيرة والصدقة على المعدمين، بل تعجيل أداء زكاة مالك إن استطعت، وقطع شيء من حسابك في البنك لإفطار المسلمين هنا وهناك، إلى غير ذلك، من الاستعداد الممدوح لهذا الشهر الكريم.
لم تنته وذلك بسبب قلّة الإعانات المقدمّة لهذا الغرض، كما يضيف ذات المتحدث أن المسجد كان يعاني من عدة نقائص في السنوات الفارطة، مثل عدم توفر مكبّر صوت صالح وكذا المكيفات بالعدد الذي يغطي مساحة المسجد، إضافة إلى انقطاعات الكهرباء التي كانت تحدث بين الحين والآخر وتحرم المصلين في كل مرة من إكمال صلاتهم كما يجب، وهي الأمور التي سعى المشرفون لتجاوزها هذه السنة.

هذا وحرصت بعض المتطوعات على تنظيف أفرشة المسجد فيما تبرع البعض الآخر بزرابي جديدة استعدادا لشهر من القيام وسط ديكور يشرح النفس ويحثها على العبادة.
مسجد أبو بكر الصديق بعين النعجة تحفة فنية بما للكلمة من معنى يشهد هو الآخر توافد المصلين من المنطقة وخارجها، حيث تعرف الحظيرة القريبة من المسجد اكتظاظا في عدد السيارات المركونة في المكان بعد أن حرص البعض على قطع مسافة كبيرة من أجل الصلاة في هذا المسجد خصوصا يوم الجمعة، فمساحته شاسعة وبنايته زينت بزخرفة إسلامية غاية في التنسيق، حيث يضم مدخلين عبر معبرين خاصين أحدهما للرجال وآخر للنساء،هذا وأشاد الكثير من المقبلين على المسجد بإمامه الذي يقال إن له صوت تستأنس له الأذن، وهو ما يفسّر ذلك الإقبال الكبير على هذا المسجد على حد قول البعض.
مسجد 720 بعين النعجة رغم صغر مساحته وموقعه الذي تقابله مفرغة عمومية، إلا أنه يستقبل وفودا من مصليي التراويح، أما عن استعداداته فهي لا تختلف عن المساجد الأخرى فيما أخذ بعض المواطنين على عاتقهم عملية تنظيف محيطه الخارجي.
قلّة المكيفات وانعدام الحظائر أكثر ما يؤرّق المصلين
من خلال حديثنا مع بعض المواطنين أكدوا لنا أن بعض مساجد منطقة عين النعجة لا تحتوي على مكيفات هوائية بالعدد الكافي، ومنهم من لا زال يعتمد على المراوح الكهربائية المعلقة في السقف في بعض زوايا المسجد، وهو ما جعل أغلب المصلين لا يؤدون صلاتهم كما ينبغي وكل واحد يريد الانتهاء من التراويح في أقرب وقت ممكن للتخلص من حرارة الجو الممزوجة بحرارة التزاحم الكبير ما يؤدي إلى بعض الإغماءات، في الوقت الذي فضّل الكثير من المصلين الصلاة في بهو المسجد.
انعدام الحظائر بالقرب من المساجد مشكل آخر طرحه بعض المواطنين ما جعل الكثير منهم يعاني الأمرين قبل أن يجد مكانا يركن به سيارته من أجل أداء صلاة التراويح، خاصة إذا كانت المسافة بين البيت والمسجد كبيرة، فالمساجد غير متوفرة في كل الأحياء السكنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)