الجزائر - A la une

هامون وفالس في الدور الثاني


هامون وفالس في الدور الثاني
رشحت النتائج الأولية للدور الأول من الانتخابات التمهيدية لتيار اليسار التي جرت أمس بفرنسا، فوز بونوا هامون والوزير الأول السابق، مانويل فالس، للتنافس في الدور الثاني على من يمثل تيار اليسار الرئاسيات الفرنسية المقبلة.أي مستقبل لليسار في المشهد السياسي العام في فرنسا ؟ ذلك هو السؤال الطاغي في هذا البلد بعد إجراء الدور الأول من الانتخابات التمهيدية لهذا التيار الذي انكمش دوره أمام الصعود اللافت لتيار اليمين بجناحيه الليبرالي والمتطرف.ويحاول الفائزان في هذا الدور في انتظار إجراء الدور الثاني من هذه الانتخابات الأحد القادم الترويج لخطاب أكثر براغماتية بعيدا عن الأفكار الإيديولوجية التي لم تعد تقنع في ظل عولمة جارفة يبقى الاقتصاد محركها الرئيس.ودخل سباق الدور الأول، سبعة مرشحين من يسار الوسط إلى أقصى اليسار مرورا بالخضر يتقدمهم الوزير الأول مانويل فالس الذي قرر الترشح بعد انسحاب الرئيس فرانسوا هولاند الذي رفض في آخر لحظة خوض عهدة ثانية وعدم المغامرة وتشويه سمعته بعد تقارير «أمنية» أكدت تدهور شعبيته الى أدنى مستوياتها.وبالإعلان عن الفائزين بهذا الدور سيكون الإطار العام للمشهد السياسي الفرنسي قد اتضحت معالمه الكبرى تحسبا للانتخابات الرئاسية، نهاية شهر أفريل وبداية ماي القادمين وسيتعين على الفائز بنتيجة الدور الثاني الأحد القادم رفع رهان العودة باليسار الفرنسي الى الواجهة وجعله قوة سياسية لا يمكن القفز عليها.وهي مهمة تبقى صعبة إن لم نقل مستحيلة بعد أن أجمعت نتائج سبر للآراء أن مرشح اليسار، حتى وإن كان الوزير الأول السابق مانويل فالس سيكون مجرد «أرنب» في الانتخابات الرئاسية المنتظر إجراء دورها الأول يوم 29 أفريل القادم أمام مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية، مارين لوبان، ومرشح اليمين الليبرالي، فرانسوا فيون، الذي قهر في نتيجة مفاجئة، الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والوزير الأول الأسبق الآن جوبي في الانتخابات التمهيدية لهذا التيار.ولكن ذلك لا يعني أبدا أن المعركة الانتخابية في فرنسا حسمت وخاصة وأن تيار اليسار لا يريد رمي المنشفة قبل الأوان إذا سلمنا وان مرشحيه اغترفوا أفكارهم التي دافعوا عنها في حملتهم للانتخابات التمهيدية من نظريات الفكر الليبرالي ولم يعودوا يجدون حرجا في الدفاع عن أفكار الاقتصاد الحر قناعة منهم أنها لم تعد «طابو» أو حكرا على منافسيهم من الليبراليين ولكنها تحولت الى واقع فرضته التحولات السياسية والاقتصادية في كل العالم.وكانت الورقة الاقتصادية أهم ورقة رافع من أجلها المرشحون السبعة كل من زاوية نظرتهم الى السبيل الأنجع لإخراج الاقتصاد الفرنسي ومعه الوضع الاجتماعي لعامة الفرنسيين من حالة الكساد التي يتخبط فيها منذ سنوات.فقد رافع أحد المرشحين لأجل دخل مضمون لكل الفرنسيين بين 700 و750 أورو شهريا وساعات عمل لا تتعدى 39 ساعة أسبوعيا في محاولة لكسب ود الناخبين قال بعضهم أنها مجرد مقترحات شعبوية يستحيل تجسيدها في ظل الوضع الاقتصادي العام الذي تعرفه فرنسا.وأدى طغيان الورقة الاقتصادية الى إحداث تداخل في المنطلقات الفكرية بين كل المرشحين من اليمين المتطرف إلى اليمين الليبرالي وصولا الى اليسار وهو ما أثار حزازات وملاسنات بين مارين لوبان وفيون بل ومع فالس وحتى بونوا هامون راح كل واحد منهم يتهم الآخر ب«سرقة» أفكاره المستمدة من خطابه التقليدي. ورغم أن الناخب الفرنسي لم يعد يثق سوى بما يؤمن عمله ويحسن وضعه الاجتماعي فإن الهاجس الأكبر بالنسبة لليسار الفرنسي يبقى قدرته على تعبئة من بقي يؤمن من الفرنسيين بأفكاره في ظل توقعات أكدت أن 2 مليون ناخب فقط سيصوتون لصالحه في وقت عرفت فيه الانتخابات التمهيدية لتيار اليمين مشاركة أكثر من أربعة ملايين ناخب. وهو رقم عكس صورة المعادلة الانتخابية في فرنسا حتى قبل موعد الحسم في الانتخابات الرئاسية بداية شهر ماي القادم.وأبدى المرشحون في انتخابات، أمس، مخاوف كبيرة من نسبة المشاركة المتدنية لأن ضعف نسبتها يعني بصورة آلية أن هذا التيار بكل أجنحته لم يعد يحظى بالشعبية التي كان يتمتع بها في وقت سابق الحزب الاشتراكي يوم كان قطبا سياسيا محوريا يتداول كرسي قصر الاليزي مع حزب التجمع من أجل الجمهورية طيلة عقود قبل أن تدخل الجبهة الوطنية المتطرفة كحزب ما انفك نجمه يسطع في سماء المشهد السياسي الفرنسي كبديل محتمل لقيادة فرنسا.يذكر أن مرشحي اليسار السبعة خاضوا حملة انتخابية حاول كل واحد من بينهم إقناع الناخبين بأفضلية برنامجه مقارنة مع برامج الآخرين حيث خاضوا ثلاث مناظرات تلفزيونية خلال أسبوع ولكن لا احد منهم تمكن من كسب تعاطف الناخبين وهو ما أبقى حالة الترقب سيدة الموقف حتى بعد الإعلان عن النتائج النهائية لهذا الدور.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)