الجزائر - A la une


نهاية سوق "الرمبلي" العتيد بقسنطينة


نهاية سوق
بإقدام السلطات المحلية بقسنطينة، أول أمس، على منع البائعين من ممارسة نشاطاتهم بسوق الرمبلي الشهير، يكون هذا الفضاء الواسع وأحد رموز المدينة قد هوى هو الآخر، بعد أن ظل صامدا لأزيد من 80 سنة كاملة، كان خلالها بمثابة سوق يسترزق منه المئات حتى لا نقول الآلاف من بائعي كل ما هو قديم، سواء تعلق الأمر بالملابس أوالأواني أو قطع الغيار وسائر الخردوات.منعت، أمس، مصالح الأمن باعة سوق ”الرمبلي” الواقع في قلب المدينة القديمة ”السويقة” أسفل جسر سيدي راشد، من ممارسة نشاط البيع، بعد أن قررت البلدية إزالته لاستكمال إنجاز مشروع حظيرة ”باردو”، فيما تجمع العشرات من الناشطين وأغلبهم من الشباب أمام مقر الأمن الحضري 15، للمطالبة بتسوية وضعيتهم. وذكر ممثلون عن الباعة أنهم تفاجأوا بقرار إزالة السوق وطردهم دون أي سابق إنذار، مضيفين أن ”الرمبلي” يُعد مصدر رزق وإعالة للآلاف من العائلات القسنطينية باعتبار أن تاريخ إنشائه يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث ماتزال العشرات من الشواهد تدل على قدم المكان، ومن بينها إحدى اللافتات التي كتب عليها باللغة الفرنسية ”سوق الرمبلي لبيع الخردوات”، مشيرين إلى أن وضعيتهم الإجتماعية ستتعقد كثيرا في حال إصرار مصالح البلدية على قرار الإزالة.كانت مصالح بلدية قسنطينة قد باشرت عملية إزالة سوق ”الرمبلي” قبل ثلاثة أيام، من أجل استكمال مشروع حظيرة باردو، حيث أن الوالي السابق واضح كان قد قدم تعليمات بضرورة إزالته من أجل إنجاز أعمدة دعم للحظيرة، قبل أن يتم التراجع عن ذلك بعد تقليص تكلفة المشروع. كما أن السلطات المحلية طرحت فكرة تسوية الوضعية القانونية لهؤلاء الباعة و تنظيم السوق قبل سنوات، من خلال تخصيص محلات صغيرة لكل بائع، إلا أن ذلك لم يتحقق وبقي مجرد حبر على ورق، وفق تصريحات الباعة. ويعد سوق الرمبلي من أقدم المناطق المعروفة بالنشاط التجاري بقسنطينة، حيث لا يزال يستقطب المئات من الوافدين إليه من داخل المدينة وخارجها، بعد أن بقيت محافظة على تقاليدها ونمطها التجاري ببيع السلع القديمة والمستعملة من ملابس وأواني منزلية وكذا آلات كهرومنزلية وقطع غيار، بأثمان يراها الكثيرون جد مقبولة.كما يعد السوق متنفسا لأبناء المدينة الذين ألفوا التجول لاستنشاق رائحة زمان، على حد تعبير سكان يقيمون بالسويقة وحي زعبان وباردو القريبين منه، فهم لا يستغنون عن القيام ب ”دورة” داخله حتى إن لم يشتروا أي شيء يذكر. ويرى الكثير منهم أنه كان من الأجدر أن تقوم البلدية بتنظيفه وتنظيمه وترك النشاط داخله كونه جزءا من تاريخ عاصمة الشرق.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)