نمط حياة السلاحف البرية المنزلية

تُعتبر السلاحف البرية، مثل سلحفاة هيرمان (Testudo hermanni)، السلحفاة اليونانية (Testudo graeca)، أو السلحفاة الهامشية (Testudo marginata)، من الحيوانات المدهشة، لكن رعايتها تتطلب عناية خاصة لضمان سلامتها ورفاهيتها. يستعرض هذا المقال نمط حياتها، احتياجاتها، والممارسات الجيدة للعناية بها كحيوانات أليفة.
1. البيئة المناسبة
تحتاج السلاحف البرية إلى بيئة تحاكي موطنها الطبيعي لتبقى بصحة جيدة.
الحظيرة الخارجية

المساحة: الحظيرة الخارجية هي الخيار المثالي، بمساحة لا تقل عن 2 متر مربع لكل سلحفاة بالغة. يجب تأمين الحظيرة بجدران يبلغ ارتفاعها 30 سم على الأقل لمنع الهروب، لأن السلاحف بارعة في التسلق والحفر.
الأرضية: استخدم مزيجًا من التربة، الرمل، والحصى للسماح للسلحفاة بالحفر. أضف نباتات صالحة للأكل (مثل الهندباء، النفل) وملاجئ (أحجار مسطحة، جذوع).
الحماية: احمِ الحظيرة من الحيوانات المفترسة (الطيور، الكلاب) والعوامل الجوية (ظل جزئي، مأوى مقاوم للماء).

الحوض الداخلي (التيراريوم)

الحجم: يجب ألا تقل مساحته عن 1 متر مربع لسلحفاة بالغة، بارتفاع 30-40 سم.
الركيزة: تربة، نشارة خشب غير سامة (تجنب الأرز أو الصنوبر) أو ألياف جوز الهند، بعمق 10-15 سم للسماح بالحفر.
الإضاءة والتدفئة:
مصباح الأشعة فوق البنفسجية (UVB): ضروري (5-10% UVB) لتخليق فيتامين D3، وهو أساسي لامتصاص الكالسيوم. ضعه على مسافة 20-30 سم من السلحفاة، وشغّله 10-12 ساعة يوميًا.
درجة الحرارة: منطقة دافئة بدرجة 30-32 مئوية تحت مصباح تسخين، ومنطقة باردة بدرجة 22-25 مئوية. في الليل، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى 18-20 مئوية.

الرطوبة: حافظ على رطوبة بين 50-70% حسب النوع، مع زاوية رطبة (مثل إسفنج رطب تحت مأوى).

السبات
بعض الأنواع، مثل سلحفاة هيرمان، تدخل في السبات الطبيعي لمدة 3 إلى 5 أشهر سنويًا (من نوفمبر إلى مارس في أوروبا). جهّز مكانًا باردًا (5-10 مئوية)، مظلمًا، ورطبًا قليلاً (صندوق مع إسفنج أو تربة). استشر طبيبًا بيطريًا قبل السبات للتأكد من صحة السلحفاة. الأنواع الاستوائية (مثل سلحفاة النمر) لا تدخل في السبات وتحتاج إلى تدفئة مستمرة.
2. التغذية
السلاحف البرية هي في الغالب آكلة أعشاب، والتغذية المتنوعة ضرورية لصحتها.

النظام الغذائي:
النباتات البرية: الهندباء، النفل، الخبيزة، الخس البري، الهندبة. تجنب الخس الجليدي لأنه فقير بالعناصر الغذائية.
الخضروات: جزر مبشورة، كوسا (بكميات صغيرة).
الفواكه: تُعطى نادرًا (مرة شهريًا) لأنها غنية بالسكريات (مثل الفراولة، التفاح).

المكملات:
الكالسيوم: وفّر عظم الحبار أو كربونات الكالسيوم المرشوش على الطعام لتقوية الدرقة.
الفيتامينات: مكمل فيتامينات خاص بالزواحف، مرة واحدة أسبوعيًا.

الماء: يجب توفير وعاء ماء ضحل بشكل دائم. تشرب السلاحف وتستحم أحيانًا.
التكرار: أطعم السلاحف البالغة 4-5 مرات أسبوعيًا، والصغار يوميًا.

3. السلوك

النشاط: السلاحف البرية نهارية، نشطة في الصباح وفي وقت متأخر من بعد الظهر. تحب الاستكشاف، الحفر، والتشمس.
التفاعل: ليست حيوانات اجتماعية. قلل من التعامل معها لتجنب الإجهاد. بعض الأنواع (مثل ذكور هيرمان) قد تكون عدوانية مع بعضها؛ افصل بينها إذا لزم الأمر.
الإثراء: أضف عقبات (أحجار، جذوع) في الحظيرة لتحفيز فضولها.

4. العناية والصحة

النظافة: نظّف الحظيرة أو الحوض بانتظام لمنع تراكم البكتيريا. أزل بقايا الطعام والفضلات يوميًا.
علامات المرض: راقب الأعراض مثل درقة لينة (نقص الكالسيوم)، عيون منتفخة، خمول، أو إفرازات أنفية. استشر طبيبًا بيطريًا متخصصًا في الزواحف.
العناية بالمخالب والمنقار: قد تطول المخالب في الأسر؛ يمكن للطبيب البيطري قصها إذا لزم الأمر. يجب أن يتآكل المنقار بشكل طبيعي مع نظام غذائي غني بالألياف.

5. العمر الافتراضي
يمكن أن تعيش السلاحف البرية لفترة طويلة، غالبًا بين 50 و100 عام أو أكثر، مع العناية المناسبة، مما يجعلها التزامًا طويل الأمد لأصحابها.
6. نصائح عملية

القانونية: بعض الأنواع، مثل سلحفاة هيرمان، محمية. تحقق من اللوائح المحلية (مثل CITES في أوروبا) وتأكد من أن السلحفاة من تربية قانونية.
الملاحظة: اقضِ وقتًا في مراقبة سلحفاتك لفهم تفضيلاتها (مناطق الراحة، الأطعمة المفضلة).
التعليم: ابحث عن النوع المحدد لسلحفاتك، حيث تختلف الاحتياجات (مثل سلحفاة السهوب مقابل سلحفاة سولكاتا).

الخاتمة
تبني سلحفاة برية يتطلب التزامًا جديًا من حيث الوقت، المساحة، والموارد. من خلال إعادة خلق بيئة قريبة من موطنها الطبيعي، توفير تغذية متوازنة، ومراقبة صحتها، ستضمن لها حياة طويلة ومُرضية. إذا كنت مبتدئًا، استشر مربيًا أو طبيبًا بيطريًا متخصصًا للحصول على نصائح مخصصة لسلحفاتك.