الجزائر - A la une



نقطة ساخنة
المعارضة في الديمقراطيات العريقة أو حتى في تلك التجارب التي اختصرت الطريق توفيرا للوقت و الجهد و التضحية ليست رقما في سلسلة عمليات مزايدة و مناقصة ، و لا ثوبا تلبسه السياسة لتنميق الواجهة و الامتثال لإرادة المنظِرين من خارج الحدود ، بل فاصل يصنع فارقا بقوة الاقتراح و يبني قرارا سياسيا . معارضة لا تعارض من أجل الاعتراض و سد الطريق ، و تلبس ثوب الحداد ما حيت على قضايا و مطالب من فرط أنانيتها تؤشر عليها ب" ملكية خاصة " .في خطاب أفريل 2011 مد بوتفليقة يده للمعارضة من أجل اشراك التيارات السياسية الفاعلة و توطين ديمقراطية تشاركية في الأداء السياسي و لكن هذه المعارضة رفضت رغم أنّه كان لها مطالب جوهرية و هي المطالب التي وجدت نفسها في تعديلات الدستور الجديد و بكثير من الإثراء و التفاصيل بل و الجرأة و الأمثلة عن هذه الوثبة أكثر من أن تحصى .
 الدستور الجديد رسّم تمازيغت بكل تنوعاتها اللسانية ، و صالحت ورقة الطريق الجديدة بين الجزائريين و أول عنصر من عناصر هُويتهم الوطنية الضاربة في هذه الأرض كضرب الإنسان فيها ، رغم الترسبات التاريخية التي رسمت و رسّمت الهوّة بين الطرفين و الأسباب معروفة .انتهى زمن المزايدة و الأمازيغية مكسب الشعب و مدرّسة في اثنين و عشرين ولاية في انتظار " تمزيغ" ما تبقى فوداعا عهد "تغنانت " فقد تزاوجت الشقيقتان ، العربية و الأمازيغية و ليبحث سماسرة السياسة عن سجل تجاري جديد لإثراء منابر الإعلام الأجنبي . هل تذكرون كم مرة هجتنا التقارير الدولية في مجال حقوق الإنسان و ممارسة الديانات ؟ و كم من مرة لعبت على وتر الأقليات المذهبية لإيجاد منافذ الاختراق ؟؟ بل و لأول مرة ظهر الإباظيون كأقلية دينية في تقرير أمريكي ساهم في إعداده علماء اجتماع من دولتين " شقيقتين و جارتين " ؟؟ و الدستور الجديد فهم اللعبة و أغلق مواطن النزيف . الدستور مطروح للتعديل منذ خمس سنوات، دعوة صريحة للحوار و المعارضة تصر على تكليم نفسها صانعة " مونولوج " لا يتفرج عليه سواها. و تقول أشياء لا تؤمن بها و لكن تركب صهوتها من أجل المعارضة فقط . مهما يكن فالدستور ليس كتابا مقدسا انتظره الجزائريون و النقائص و الثغرات موجودة لكن لماذا المعارضة عندنا لا تعمل بمبدأ " خذ و طالب " ؟ " خذ و طالب " حيلة سياسية تتقنها أصغر الأحزاب في أوربا و ليس عيبا أن نعقد المقارنات لنتعلم لأنّه قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر. عمر اسبانيا التعدية منذ التخلص من ديكتاتورية فرانكو ، 41 سنة فقط و عندما تخلّص البلد الأيبيري من هذه الدكتاتورية في 1975 كانت الجزائر متجَاوِزة إسبانيا ب 13 سنة من الاستقلال و لكن المعارضة هناك اليوم تشعل الساحة السياسية جدلا و نقاشا و قوة اقتراح و قلبت الطاولة على رئيس الوزراء راخوي و قصر " مونكلوا " نفسه بأحزاب نشأت مجهريه و ترجلت و أصبح لها باع بقيادات شابة مثل " بوديموس " و " تيودادانوس " لأنّها ؟؟ لأنها توغلت وسط الشعب و أخذت و طالبت و لم تتغيّب على جلسات الدورات في " نادي الصنوبر" لأجل مشاوي العاشور و التنفس في غابة بوشاوي .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)