الجزائر

"نشكر الرب على نهاية هذا الكابوس"




يعيش البرازيليون، هذه الساعات، حالة من الحزن والخوف على كرتهم الوطنية التي أصبحت في "الحضيض" بعد السقوط المدوي الأخر ل"سيليساو" بملعب غارينتشا الوطني ببرازيليا أمام "الطاحونة" الهولندية في المباراة الترتيبية، وهي المباراة التي أثبتت أن كرة القدم في البرازيل ليست بخير، والأكثر من هذا أصبحت سخرية العالم برمته.لم تحفظ تشكيلة المدرب لويز فيلبي سكولاري “الخائن”، كما قال أحد البرازيليين الذين تحدثت إليهم “الخبر”، بعد الثلاثية البرتقالية، الدرس ولطخت سمعة الكرة البرازيلية أمام رفاق روبن الذين عبثوا بالدفاع الذي قاده الثنائي تياغو سيلفا ودافيد لويز، ومددوا بذلك أحزان هذا الشعب الذي لم يفهم ما يحدث للمنتخب البرازيلي الذي تلقى شباكه في مباراتين عشرة أهداف كاملة، كانت كافية لتلطيخ سمعة “شعب بكامله”، على حد تعبير أحد البرازيليين الذي ختم حديثه معنا بالقول “نشكر الرب على نهاية هذا الكابوس”.بعد أن كانت صلوات البرازيليين ودعواتهم قبل “سباعية العار”، منصبة على تحقيق حلمهم الذي انتظروه لمدة 64 سنة، هاهم حاليا يحمدون الرب على نهاية هذا المونديال، الذي أصبح بالنسبة لهم كابوسا يصعب نسيانه ولا حتى تنحيته من مخيلتهم بعد نكسة مينيرازو وأخيرا “برازيليازو”، وهما النكستان اللتان عمقتا من جراح هذا الشعب الذي قرر بداية من اليوم العودة إلى التظاهر، ليس من أجل تحسين معيشتهم والتنديد بما صرفته حكومة الرئيسية ديلما روسيف على هذا المحفل الكروي العالمي، بل الخروج إلى الشارع من أجل إعادة النظر في المنظومة الكروية البرازيلية التي فقدت توازنها وأصبحت بعد تاريخ عريق صنعه بيلي وغارينتشا وزيكو وبرونكو وروبارتو كارلوس ورونالدو، مسخرة، حتى لا نقول شيئا آخر أكثر قسوة على أشبال المدرب سكولاري الذين “لا يملكون القلب وعلى السلطات محاسبتهم ومعاقبتهم بأقصى العقوبات الممكنة، حتى يكونوا عبرة للأجيال القادمة ممن تسول لهم نفسهم العبث بالقميص البرازيلي”، يوضح أحد مناصري “السيليساو” الذي تحدث إلينا وهو يذرف الدموع، في مشهد سبق وأن شاهدناه بعد سباعية الألمان في مرمى جوليو سيزار.اعتذارات رفاق أوسكار بعد نهاية المقابلة أمام هولندا، لم تشفع أيضا للبرازيليين الذين لم يكتفوا بإطلاق صفارات الاستهجان في وجه جل لاعبي المنتخب البرازيلي، بل انهالوا عليهم بالسب والشتم، في سيناريو لم يسبق وأن عشناه منذ تواجدنا بالبرازيل، لاسيما عندما تلعب “السيليساو”، لكن الخيبة كانت كبيرة والعار كان وزنه ثقيلا على كل برازيلي وبرازيلية الذين ندموا على تنظيم هذا المونديال.الكرة لم تدر ظهرها فحسب، بل غادرت التراب البرازيليالصحافة البرازيلية المكتوبة والسمعية البصرية، سلت سيوفها مرة أخرى في وجه القائمين على الكرة البرازيلية، التي فقدت، حسبها، مقوماتها المبدئية “ولطخت تاريخها العريق، بسبب أشخاص لا علاقة لها بكرة القدم، وهمهم الوحيد هو المتاجرة بأغلى شيء يملكه هذا الشعب المسكين الذي ينهض من أجل العمل وينام من أجل القيام غدا للعمل، ولا متنفس له ولا تراث مادي ومعنوي يملكه إلا هذه الرياضة”، يوضح صحفي بيومية “برازيليا سبور”، في حديثه عن الكارثة التي لحقت بالكرة البرازيلية.وما زاد من حزن هذا الشعب الذي بكى بحرقة، بعد “العشارية”، هو أن هذا المونديال الذي دفع من أجله 11 مليار دولار، أصبح كابوسا حقيقيا بالنسبة له، وهو ما أكده روزاريو، صحفي بقناة غلوبو، الذي لم يجد حتى الكلمات للتعبير عن سخطه إزاء ما حدث ل”سيليساو”، واكتفى بالقول “الكرة هذه المرة لم تدر ظهرها لنا، بل غادرت التراب البرازيلي، بدليل أن المنتخب وفي مباراتيه أمام الألمان وهولندا أصبح دون روح، فالمنتخب انتابه الشك، وهذا أمر صعب في هذه الرياضة، وعلينا الآن جميعا الاتحاد للخروج من هذه الأزمة”.خسارة البرازيل بالسباعية والثلاثية، جعلت هذا الشعب يدخل في أزمة ثقة بينه وبين الحكومة، وبينه وبين القائمين على الكرة في البرازيل، وفي أزمة ثقة حتى مع نفسه. فالبرازيليون الذين عرفناهم في بداية المونديال، ليسوا كما شاهدناهم في نهايته، ووصل بهم الحد بعد نهاية مباراة هولندا إلى الخروج إلى الشارع من أجل الرقص.. نعم العديد من البرازيليين والبرازيليات شاهدناهم يرقصون وهم يبكون، من شدة تأثرهم بما حدث، ومن شدة أيضا وقع العار الذي لحق بهم في هذا المونديال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)