نساء للعرض

في معرض الكتاب يعرضون نساء وبنات جميلات حتى يقنعون الناس بقراءة كتب الجناح التي توجد فيه البنات الجميلات، وفي معرض السيارات تقنعك ماركات السيارات بالفتيات الجميلات حتى تقتني السيارة من الجناح الذي تعرض فيه الشركات الدولية سياراتها، وهنا صراحة لا أعرف من هي السلعة أهي الفتاة ام السيارة، أم كلاهما سلعة ؟ والاحتمال الثاني هو الأرجح، وكأن المطالعة وقراءة الكتب لا تتم إلا بعد عرض فتاة مثلها مثل الكتب في جناح، وركوب سيارة واقتناءها لا يتم إلا من خلال التفرج على تفاصيل فتاة لا تختلف في انسيابيتها عن انسياب أي سيارة جديدة وبين الانسياب والتسيب هام القوم على وجوههم، وان كان هذا التقليد غربي ومعروف ولا يهم معرفة السبب في هذا التقليد لدى الأوربيين، فإن الأمر هنا يطرح علامات استفهام، لدرجة أن الرجل وابنه في بعض الأحيان يزوران المعرض خلسة عن بعضهما البعض حتى وان كانت نيتهما سليمة، وان التقيا فلربما كل واحد منهما يحاول تبرير تواجده في المعرض للآخر رغم انهما ليس في حاجة لمبرر، ولكن المبرر كان يجب ان يقدمه الوكلاء للناس حول اللابسات من غير هدوم والمهندمات من غير لباس، وان كنا ابتلينا بهذه البلية، فما الضير لو اشترط الوكلاء على بنات الناس الاحتشام فالناس ليسوا سواسية، وسؤال آخر بريء لماذا يختار وكلاء السيارات ذات الماركات الكبيرة فتيات ذات مقاييس طول وعرض وجمال فتان، بينما لا تجد الماركات الصينية وما شابهها سوى فتيات السردين، او ما تم رفضه من قبل الوكلاء أصحاب الماركات الكبيرة؟ والجواب ربما لكل ماركة سلعتها الخاصة