نُحضر لتجسيد "اتفاقية" مشرُوع إدماج المسرح في المنظُومة التربوية

التقشُف كان من نصيب المسرح دُون غيرهتعرفُ الساحة المسرحية بالجزائر، الكثير من الصُعوبات، فالكثير يُجمع على أن المظاهر القاسية التي يُواجهها المسرح ولفتراتٍ لازالت تُرافقهُ إلى يومنا، ساهمت فيه الكثير من الظُروف المُحيطة به. كما أن قلة الباحثين المُؤهلين للقيام بالدراسات المسرحية النظرية والتطبيقية ترجعُ إلى انتشار اللامُبالاة الثقافية والتربوية والتعليمية المُتعلقة به، وأيضاً بانخفاض الطلب على مثل هذه "الكوادر"، لهذا كانت جميعُ مساعي الدراسات والأبحاث به قليلة وشحيحة.حالة الانخفاض المسرحي هاته قال عنها المُخرج الجزائري المسرحي جمال قرمي في حديثٍ خصّ به "البلاد" إنها ترجعُ إلى الصورة الحقيقية التي يعيشُها البلد، وهذا الأمر -حسبهُ- لا ينحصر بهذا المجال فحسب، فجميع القطاعات يمسُها هذا التراجع وهذا الانحدار الذي أتى على النُهوض بها، ويُضيف "لا نستطيعُ فصل المسرح عن المشاكل العامة والمُجملة التي تعرفها البلاد، فجميع الظروف المحيطة بها هي حصيلة حاصل يعيشهُ الجميع، حتى أن التفاعل بالمشهد المسرحي يكُون من خلال خلفيات الظُروف الاجتماعية للأفراد، فالمُجتمع الذي يعيشُ ظروفا أحسن يكون له مُتسع واضحٌ نحو الالتفات إلى الإبداع والترفيه عن نفسه واكتشاف كُل ما هو مُبتكر وفني بالوسط العام، وحسبهُ أن المظاهر القاسية التي يُواجهها المسرح الجزائري ولفترة لا زالت ترافقه حتى اليوم، لا تسمحُ لهُ بالتفكير والابتكار والإبداع في مختلف مجالات المسرح، ففي هذه الحالة يكون مُعدل نهضة المسرح شبه مُنعدم.أما العوامل المسؤُولة على تدني المسرح في هذه الحالة فهي أيضا تدني مستوى الوعي الاجتماعي لدى أهل المسرح الذين غاب عنهم التعامُل الذكي بغياب التخطيط المُحكم له وتقسيم انشغالاتهم إلى تخصيص قسط منها للمُساهمة في رفع المُعاناة بشتى الطرق والوسائل المتاحة أو التي يجب البحث عنها وحتى التي يجب إحداثها. وفي هذا الصدد، يقول جمال "كثيرا ما نسمعُ عن حالة التقشُف التي مست جميع القطاعات بالبلاد، لكنني أرى بأنها عنت المسرح دُون غيره، وهذا ما يدعُو إلى الاستغراب حقاً، خصُوصا مع الاحتفاليات المُختلفة التي تم تنظيمها مُؤخرا بالجزائر، فالاهتمام بالتزاماتها المالية كان من الأولويات، بينما التقشُف كان من نصيب المسرح دُون غيره".من جهته، أوضح المسرحي قرمي بأنه حالياً بصدد التحضير لإنجاح اتفاقية مشروع إدماج المسرح في المنظومة التربوية، الذي يعدُ مُنسقاً بلجنتها الفنية بالمسرح الوطني، وتجسيده على أرض الواقع من خلال عدة نشاطات سيقُومون بها بالتعاون مع تلك الأخيرة.