الجزائر - A la une

ميناء وهران يستقبل 450 مهاجر سري مطرود سنويا من اسبانيا



ميناء وهران يستقبل 450 مهاجر سري مطرود سنويا من اسبانيا
استفحلت ظاهرة الهجرة السرية إلى الضفة الأخرى من المتوسط في الآونة الأخيرة بوهران وسواحل غرب البلاد و ارتفع بذلك عدد المغامرات الخطيرة لدخول المياه الإقليمية الدولية وصولا إلى إسبانيا باعتبارها الأقرب من سواحل المنطقة الغربية عكس الساحل الشرقي الجزائري الذي يحاول المرشحون للهجرة عبوره للوصول الى إيطاليا عبر منطقة "لامبيدوزة".وتشير أرقام مصالح الأمن أن ميناء وهران يستقبل ما معدله 450 مهاجر مطرود قادمين أغلبهم من إسبانيا وحسب المختصين في علم الاجتماع تبقى الأرقام المقدمة من قبل المصالح الأمنية المختلفة والتي تتعامل مع ملف المهاجرين السريين بعيدة عن الواقع بدليل أنها تخص فقط المحاولات التي قام أفرادها بإحباطها ومنع المرشحين للهجرة من ذلك , وذلك دون حساب المحاولات الناجحة التي تمكن من خلالها هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين الوصول الى البلد الحلم كما يلقبونه وكذا تلك المغامرات التي لم يكتب لها النجاح وفشلت و إنتحر أصحابها بسبب الجوع والبرد بعدما لم يجدوا من ينقذهم من الموت في عرض البحر. وحسب العارفين بملف الحرقة بالجزائر فإن مدينة الغزوات الساحلية التابعة إقليميا لولاية تلمسان تعتبر أهم منطقة بغرب البلاد للإقلاع في رحلة الحلم والمصير المجهول حيث تغيّر نمط المدينة منذ عرفت أولى محاولات الهجرة السرية في سنوات التسعينات وبات الاختباء في السفن التجارية أو استعمال قوارب التي لا تتوفر على أدنى شروط السلامة. و الأمن للإبحار الوسيلة السهلة والمكلفة لهؤلاء الذين يحلمون بالعيش خارج الديار تليها سواحل مستغانم فوهران. ويرى الباحثون في هذه الظاهرة أن السبب الرئيسي للهجرة السرية يكمن في انعدام التوازن الاقتصادي دوليا هذا ما ساعد على توسيع الهوة بين البلدان المتقدمة ونظيراتها النامية وبالتالي تصبح المناطق الغنية من العالم أقطابا تجلب الأعداد الهائلة من المهاجرين السريين الراغبين في الاستفادة من الرفاهية لتحسين مستواهم المعيشي وقد وجد بعض الأشخاص غايتهم في ذلك وفرصة للاستثمار في الهجرة السرية فكونوا شبكات محلية ودولية تقوم بدور هام في انتشار الظاهرة. وكثير من هذه الشبكات الدولية تضم أشخاصا من مختلف الجنسيات تتاجر بالظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء المرشحون للهجرة في بلدانهم الأصلية وتجمع من ورائهم أموالا طائلة بعد إغرائهم في ترحيلهم إلى دول استقبال الهجرة السرية كيف لا و يظطر المهاجر إلى دفع مبلغ مالي لا يقل عن 12 مليون سنتيم ليركب زورق مطاطي لا يتوفر على شروط الأمان رفقة أشخاص يفوق عددهم الطاقة القصوى لهذا الزورق 
 و الغريب في الأمر أن المهاجرين الجزائرين عكس نظرائهم الأفارقة الذين دفعهم الشعور بالاضطهاد والخوف من المصير وعدم توفر الحريات و عدم الاستقرار الأمني الناجم عن الحروب الأهلية والدولية إلى الهجرة السرية حيث يقصد المهاجرون السريون المناطق الأكثر أمانا ومن بعد ذلك يطلبون ما يعرف باللجوء السياسي .فالوضع الأمني المستقر والبحبوحة المالية وكثرة الميكانيزمات للحصول على شغل وسكن لم تمنع هؤلاء الجزائريين من مواصلة الحرقة وهذا ما تأكد حسب الباحثين في علم الاجتماع فشل سياسات التشغيل وتحسين المستوى المعيشي من خلال عدم احترام تطبيقها على المستوى المحلي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)