ميركاتو وهمي أم عروض حقيقية؟

المتتبع لأخبار سوق الإنتقالات الأوروبية في الأيام الفارطة، سيما المتعلقة بلاعبي المنتخب الوطني عقب الظهور المشرف لفرسان الصحراء في العرس العالمي، يظن بأن رفقاء سليماني أصبحوا في مقام نجوم العالم ومطلوبين في أكبر النوادي بالقارة العجوز، لكن الواقع قد يختلف عما تروجه المواقع الإلكترونية الرياضية والتي أضحت المصدر الأول والوحيد للصحافة الرياضية الجزائرية .قرأنا قبل أيام بأن حليش مطلوب في اسبانيول برشلونة وفي تركيا وفي قطر وفي كثير من الأماكن، ونشرت أخبار حول سليماني الذي سجل هدفين في كاس العالم جعلا من قيمته ترتفع الى عشرة ملايين أورو ، الى درجة أن إبن الشراقة ينافس مولر الألماني وهيغوان الأرجنتيني في كرنفال التحويلات، كما كتبت بعض المواقع عن فيغولي في الميلان وبراهيمي في بورتو وتوتنهام و هي نفس الفرق التي تحدثت عن الحارس مبولحي والقائمة طويلة للنوادي واللاعبين .ما يحدث بعد كل مونديال شبيه بما يقع في سوق الجملة للخضر والفواكه بعد موسم جني الثمار ، وما ينشر في المواقع ليس كله صحيحا لأن الذين يروجون لمثل هذه الإشاعات هم المناجيرة والوكلاء الذين يستخدمون الإعلام الإلكتروني لغاية في نفس يعقوب كي يروجون لسلعهم المعروضة للبيع ونقصد بذلك اللاعبون، وهناك من يتكلم باسم هؤلاء اللاعبين وهو غير متعاقد معهم بتاتا في صورة مبولحي الذي تفاجأ أمس بذكر اسمه في ملف النادي البرتغالي وهو لا يعلم بالأمر بتاتا.صحيح أن لاعبينا تألقوا في المونديال وهي فرصتهم لقطف الثمار والحصول على عقد مهم ماليا ورياضيا لكن أن نجعل اليوم من فرسان الصحراء الى لاعبين مطلوبين بالدرجة الأولى في النوادي الكبيرة وأن ال20 لاعبا الذين شاركوا في المباريات الأربع للخضر بالبرازيل محل اهتمام كل تلك النوادي فإن ذلك قمة السذاجة .ولعل السيناريو الذي عاشه لاعبونا بعد مونديال 2010 يعيد نفسه اليوم، ففي تلك الفترة قيل الكثير عن العروض التي وصلت مبولحي وحليش وزياني وعنتر يحي وبلحاج وبوقرة ومطمور وغيرهم والنتيجة يعرفها الجميع كون الكثير منهم حزم أمتعته وتوجه نحو بطولات البيترودولار من أجل تقاعد ذهبي مسبق .والأهم بالنسبة للاعبينا هو أن يلتحقوا بفرق يحسنوا فيها مردودهم وحجم المنافسة لديهم وليس تسخين كراسي الإحتياط مقابل أجر مضاعف، وإلا فسيكون المنتخب أكبر الخاسرين من التألق في المونديال وتتحول مشاركاتنا في العرس لعالمي إلى نقمة حقيقية.