موقع يوتيوب يشن حربا على الفيديوهات والأعمال الفنية التي تنتقد شارلي

تواصل فرنسا حملة التضييق والتحرشات لتستهدف كل ما له علاقة بحادثة شارلي إيبدو، وهاته المرة كان توجه السلطات الفرنسية نحو مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تفرض هاته الأيام طوقا وتضييقا غير مسبوق على كل الفيديوهات التي تعالج في طياتها الحادثة. ومن بين ضحايا هذا التضييق الممثل سمير زيان، وهو كوميدي جزائري، اشتهر باسم ميستر x الذي عرفه الجمهور العريض رمضان المنصرم، في حصة "حنا هكذا"، حيث أعد مقطع فيديو لا يتعدى الثماني دقائق أطلق عليه عنوان "مسرحية شارلي إيبدو".وأعاد هذا الشاب طرح العديد من الجوانب المخفية والغريبة في نفس الوقت في هاته الحادثة، بالنظر إلى التناقضات الكثيرة التي حملتها الواقعة مثل خلو طرقات باريس من المارة في وضح النهار، والراحة الكبيرة التي وجدها مصورو الاعتداء لتصوير كل الحادثة وكأنهم كانوا على علم مسبق بما سيحصل، إلى جانب الاختلاف الظاهر بين السيارة التي نفذ بها الهجوم والثانية التي عثر عليها لحظات بعد الاعتداء.. كل ذلك صوره الشاب ميستر x لكن في قالب هزلي تمكن في ظرف وجيز من جلب أكثر من 150 ألف مشاهدة في ظرف يومين فقط، وهي المعطيات التي جعلت موقع قوقل بالتنسيق مع يوتيب يضع الفيديو في خانة المشاهد المحظورة ويرغم من يريد مشاهدته على إبراز هويته وسنه، كما دون أسفل المقطع ملاحظة: "حذار هذا الفيديو يحمل مضمونا مؤذيا وغير مناسب"، وهي في الغالب الملاحظة التي توضع على الفيديوهات المهددة بالحذف فتكون الذريعة أن نسبة كبيرة من المشاهدين طالبوا بحذفه. وفي اتصال هاتفي جمعنا ببطل المسرحية التي نغصت على الفرنسيين راحتهم، أكد سمير أنه جد مستاء ومتعجب في نفس الوقت من السياسة التي تسير عليها فرنسا، والمبنية على تضييق الحريات وفرض حدود على حرية التعبير وفي الجهة المقابلة زعم حمايتها ودفاعها المستميت لأجل حماية حرية التعبير وهو التناقض الذي لم يجد له جوابا، كما اعتبر أن العمل بحد ذاته نابع عن شخصيته الجزائرية، يرفض الظلم ويمقت الاستخفاف بالعقول، حيث سماها مسرحية لأنها مليئة بالتناقضات وتؤكد للمرة الألف أنه مخطط مدروس لتحقيق غاية ما ستكشف عنها السلطات الفرنسية قريبا. يحدث هذا في الوقت الذي أقدمت إدارة يوتيب بالتنسيق مع قوقل الفرنسية على حذف العشرات من الفيديوهات التي أكدت أنها تحمل مشاهد عنيفة تخص الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو.