موسم برشلونة دق آخر مسمار في نعش أنشيلوتي

تلعثمت الكلمات في فم فلورينتينو بيريز ، بدا الرجل على كهولته شاحب اللون ، قسمات وجهه حَكت كل شيء ، فبعد الانتهاء من الاجتماعات المغلقة المكثفة بدا الرجل ثقيل الخطى يتجه نحو قاعة الصحفيين في حنق وكأنه سينعي أحد الرموز والرمز في مدريد ليس كالرمز في مكان آخر .. تقدم الرئيس وفي جعبته الشيء الكثير ليُعلن خبر إقالة المدير الفني الإيطالي للميرينغي كارلو أنشيلوتي أو كما "جالب العاشرة"..كارلو أنشيلوتي أو كما يحلو لعشاقه تسميته "صانع السلام" غادر البيت الملكي وخلف وراءه العديد من الذكريات والتساؤلات .. هل كان مرور "الميستر" كارلو في قلعة "الملوك" مرورا ناجحا أم أنه تذوق مرارة الفشل قبل أن يذيقه بيريز ومن معه علقم المرارة بالاستغناء عنه قبل نهاية عقده مع الفريق ..خروج كارلو أنشيلوتي من ريَال مدريد لن يمر مرور الكرام ، حيث ستتبعه العديد من القراءات والتفسيرات .. خروج "صانع السلام" من قلعة الملوك سيخلف وراءه ألف سؤال وسؤال .. لماذا ؟ وكيف ؟ ومتى ؟؟ وماذا بعد ؟؟الاستغناء عن "المستر" كارلو أو "الدون" أنشيلوتي من النادي الملكي جاء بعد موسم جاف أو ما يُطلق عليه بلغة العارفين بأحوال الكرة موسم "صِفري" وأبيض .. رغم الموسم التاريخي الأول للرجل الإيطالي في قلعة الملوك .. هُناك حيث لا يُعترف سوى بالنجاح ولا شيء غيره ..رجل العاشرة وموسمه التاريخيحل أنشيلوتي بقلعة الملكي بعد تجربة المثير للجدل "السبيشال وان" جوزيه مورينيو الذي ترك أُسس وبوادر فريق قوي قادر على اعتلاء عرش أوربا ، بعدما افتقر لعامل الحظ في قيادته .. أقدام أنشيلوتي شكلت أقدام خير على البيت الملكي وقدم موسما تاريخيا بحيازته لأربعة ألقاب .. البداية كانت من "هربة" الويلزي غاريث بايل الشهيرة في كلاسيكو "الميستايا" في نهائي كأس الملك .. وكانت هناك البداية بتحقيق "باكورة" الألقاب أمام الغريم الأزلي البلوغرانا .. وبعد أخطاء وأخرى خسر الملكي لقب الدوري الإسباني الذي تسيده في فترات ، قبل أن يأتي الخبر السعيد الذي انتظرته أجيال تربت وعاشت على حب القميص الملكي ، حيث قادهم "صانع السلام" كارلو أنشيلوتي لتحقيق لقب "العاشرة" التاريخية في دوري أبطال أوربا..نجاحات "المستر" كارلو تواصلت رغم إخفاقه في تسيير الميركاتو بخروج أبرز كوادر الفريق بالحديث عن رحيل "الملاك الطائر" الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والباسكي تشابي ألونسو ..حيث جاء الفوز بلقبي كأس السوبر الأوربي ليتربع بعدها الملكي على عرش أندية العالم بحيازة لقب كأس العالم للأندية 2014 بالمغرب..نجاح أنشيلوتي في موسمه الأول رفقة الميرينغي كانت له حسنات جمة ، حيث تمكن من لم شمل الفريق الذي عانى من انقسامات في غرفة ملابسه في فترة الحكم البرتغالي بقيادة "السبيشال وان" مورينيو ، حيث صنع السلام وخلق والوئام بين لاعبيه وتمكن من خلق غرفة ملابس متجانسة تجلت ملامحها في نجاحات الفريق..فشل في الميركاتو وموسم "صفري"رغم مواصلة نجاحات النادي الملكي في بداية الموسم الجاري واكتساحه للخصوم الواحد تلو الآخر .. كانت بوادر الأزمة تتضح في الأفق لغياب دكة بدلاء في المستوى المطلوب ، بتخلي أنشيلوتي عن أبرز مفاتيحه باستسلامه لرغبة الرئيس بيريز ، حيث سمح لكل من دي ماريا وألونسو بالخروج ، واتضح ذلك جليا بعد سقوط الفريق في فخ الإصابات ، حيث دمرت هذه الأخيرة كل ما بناه أنشيلوتي في موسمه الثاني ، ليجد نفسه أمام حتمية الاعتماد على دكة بدلاء "عقيمة" لم تقدر على تعويض غياب أسماء في قيمة الكرواتي مودريتش، الذي شكل غيابه عن النادي الملكي ضربة قاسمة.من غيابات وإصابات و"نحس" .. تكالبت الظروف على النادي الملكي وكأن قدر "المستر" كارلو أنشيلوتي أن يتذوق مرارة الموسم "الصفري" ويُركل خارج أسوار ملعب سانتياغو بيرنابيو رغم مطالبة جميع المحيطين بالنادي ببقاءه..موسم برشلونة الناجح ساهم في خروج أنشيلوتيلم يكن الرئيس فلورينتينو بيريز ليطرد أنشيلوتي من قلعة الملوك في الظرف الحالي لولا نجاح برشلونة في موسمه الحالي ، حيث جُنَّ جُنون الرجل الأول في البيت الملكي ، نظرا للحساسية الكبيرة بين الغريمين ، ولسان حاله يقول :" كيف لبرشلونة أن يُسيطر ونخرج نحن من الموسم بالبياض"..كلماته الأخيرة حكت كل شيء :" نشكر كارلو لكننا نحتاج لنبض ونفس جديد"..بيريز يريد أن يشيد فريقا جديدا بفكر جديد وأسماء جديدة مع الحفاظ على "الكادر" والطابع الملكي الذي تقوده أسماء "نارية" في قيمة رونالدو وراموس.. لكن ماذا بعد أنشيلوتي ؟؟