الجزائر - A la une

مواطنون يتهافتون على تصوير الجثت لنشرها في "اليوتيوب"



مواطنون يتهافتون على تصوير الجثت لنشرها في
فقدوا الرحمة والإنسانية، وصار أكبر همهم التقاط أحسن الصّور ولقطات الفيديو، لنشرها على الإنترنت وتداولها عبر الهواتف النقالة.. هم شباب جزائريون يشعرون بالسعادة إذا ما صادفوا حادث مرور خطير أو انهيار مبنى أو حدوث فيضان، فيسارعون لالتقاط صور الضحايا وهم يحتضرون، وبتجمّعهم والتفافهم يعرقلون وصول سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث.جولة صغيرة عبر موقع "اليوتيوب" تجعلك تشاهد فيديوهات منوعة، حملها جزائريون تحمل كمّا من المشاهد الفظيعة والمؤثرة لأشخاص يصارعون الموت بسبب حوادث مختلفة، وناشرو هذه اللقطات شباب مندفعون، لا همّ لهم إلا التقاط الصور المؤثرة والغريبة، وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة صنفت هذه الفيديوهات في خانة المفضلة لدى متصفحي الانترنت، فيدوّنون أبشع حوادث المرور، شخص يفارق الحياة في انهيار مبنى، شخص يغرق في الفيضان، جريمة قتل بشعة..وفي الجزائر، وبمجرد حصول حادث مرور، يسارع الفضوليون لاحتلال مكان الحادث، قبل وصول الإسعاف ومصالح الأمن، وبينما ينهمك البعض في مساعدة المصابين، يخرج آخرون هواتفهم النقالة ويشرعون في تصوير الضحية، غير متأثرين بألمه ومعاناته، في مشهد غير إنساني البتة، والبعض كان شاهدا على وفاة مصابين في عين المكان، ومع ذلك واصل التقاط الصور للميت. ففي حادث سقوط سيارة من أعلى جسر على الطريق السريع بزرالدة مؤخرا، تهافت الفضوليون بأعداد كبيرة حاملين هواتفهم النقالة، متسببين في عرقلة عمل مصالح الدرك الوطني، وشلّ حركة المرور لساعات. كما تسبب الفضوليون في عرقلة عملية استخراج سيدة وقعت تحت عربات الترامواي ببلدية باب الزوار بالعاصمة، والغريب أنه بعد دقائق فقط من الحادث، انتشرت على الانترنت صور السيدة الضحية.وحتى اللصوص لهم مكان في حوادث المرور، فيستغلون التفاف الفضوليين حول الضحية، ويسارعون لالتقاط كل ما تصله أياديهم من أغراض الضحية، أموال، هاتف نقال، معطف وحتى عجلة سيارة، أو أي غرض من السيارة، ففي حادث مرور أخير وقع لسيدة على الطريق السريع ببومرداس، تفاجأت بعد نقلها للمستشفى باختفاء حقيبة يدها، التي تحمل هاتفا نقالا ذكيا وأموالا، كانت تضعها في الصندوق الخلفي للسيارة.من جهتها، حملت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية انتشار هذه الصور والفيديوهات بهذه الكثرة والكثافة وهو ما روج لهذا النوع من الصور، وقد ضمنت هذه التقنية سرعة انتشارها، وأضافت المختصة في علم الاجتماع أن هذا النوع من الصور والفيديوهات يعد جريمة مستوفية الأركان والشروط وهو انتهاك لحرية الأشخاص وحقوقهم ويجب عدم نشرها، واستطردت ذات المتحدثة أن التداول الكبير لها من شأنه أن يساهم في انتشار الجريمة ويجعل السرقة أو القتل أمرا عاديا وروتينيا حتى أنهم لا ينفرون من الجثث، وشددت المختصة على ضرورة محاسبة ومعاقبة أصحاب الصور.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)