الجزائر - A la une

منطقة عمار لزرق بحمام ملوان غارقة في العزلة والتهميش بسبب تماطل المسؤولين في تنمية المنطقة بالمشاريع


منطقة عمار لزرق بحمام ملوان غارقة في العزلة والتهميش                                    بسبب تماطل المسؤولين في تنمية المنطقة بالمشاريع
تعاني منطقة عمار لزرق التابعة لبلدية حمام ملوان الواقعة بأعالي الجبال، من العزلة والتهميش منذ حقبة الإستعمار، حيث تفتقد لأدنى متطلبات الحياة أمام غياب المرافق العمومية وكذا الترفيهية الضرورية لكافة الفئات العمرية، حيث باتت
تلك المشاكل تنغص حياة أغلب سكانها خاصة أنها زادت من نسبة البطالة والأمية، كما تعيش العشرات من العائلات حياة تفتقد لأدنى شروط الحياة بمنازل إضطر السكان لصنعها من الأحجار والبلاستيك أوالزنك لتحميهم من قسوة البرد.
أعرب لنا قاطنو المنطقة خلال زيارة قمنا بها عن إستيائهم الشديد من إهمال المسؤولين لها، وتركهم بتلك الوضعية الكارثية منعزلين عن العالم الخارجي، بالرغم من تواجدهم على بعد بضعة أمتار من العاصمة، حيث أكدت لنا ربات البيوت أنهم يعيشون في منازل تنعدم فيها أدنى شروط الحياة مبنية من الأحجار، ويحتمون بأسقف من الزنك، حيث إضطروا لبنائها لعدم توفير المسؤولين سكنات لائقة لهم بالرغم من الشكاوى التي تم إيداعها بمقر البلدية.
كما اشتكت أخريات من عدم إيصالهم بالغاز الطبيعي، وكذا الماء الصالح للشرب بالرغم من تواجد العديد من الوديان والسدود بالمنطقة، كما أن ندرة قارورات غاز البوتان وغلاءها جعلهم لا يجدون من بديل سوى صناعة الأفران الفخارية التقليدية من الطين، وجلب الحطب لطهي الطعام والتدفئة من البرد القارس الذي ينخر أجسادهم، في حين كشفت أخريات أنهن يحاولن مساعدة أزواجهن البطالين بقطف أزهار الخنج بعد الإستيقاظ في ساعات باكرة ليتم بيعها بقطع مسافات طويلة إلى أصحاب المحلات المتواجدة بالبلدية.
ولم يتوقف الأمر على تلك المشاكل، بل أن إفتقاد المنطقة للمراكز الإستشفائية جعلت الكثير من المسنين والمرضى يتكبدون عناء قطع مسافات طويلة للوصول إلى المراكز الإستشفائية المتواجدة بالبلدية، بعد ساعات والتي تفتقد هي الأخرى للإمكانات الطبية الضرورية للعلاج .
من جهة أخرى تفتقد المنطقة للمحلات، وكذا الشركات إضافة للمدارس بكافة الأطوار، فباتت كمدينة للأشباح تنغص حياة الفئة الشبابية التي لا تجد ما يسد فراغها إلا البقاء بالمقاهي أو جني الزيتون لصناعة الزيت لسد جوع أفراد أسرتهم، مما أدى إلى إرتفاع نسبة البطالة والأمية حيث عبر شباب المنطقة عن إستيائهم من عدم اهتمام المسؤولين بوضعيتهم بتوفير مناصب شغل لهم، كما يواجه الأطفال صعوبة كبيرة في الذهاب إلى مدارسهم التي تبعد عن منازلهم بمسافات طويلة، حيث إضطر العديد منهم إلى التوقف عن الدراسة وملازمة البيت نظرا للصعوبات التي وقفت عائقا أمام إكمال مشوارهم الدراسي، خاصة أن وسائل النقل غير متوفرة في المنطقة.
وفي سياق ذي صلة، أكد لنا قاطنو المنطقة أنهم استغربوا تصرفات المسؤولين بوضع لافتات على بعض المؤسسات الخالية من العمال والإمكانات لإخفاء إهمالهم للمنطقة أمام السلطات، حيث أكدوا أنهم لايزورون البلدة إلا لتحقيق مصالحهم لنيل المزيد من الأصوات الإنتخابية بتقديم وعود كاذبة ولا يحققون أي مطالب أو مشاريع لتنميتها.
وأمام الوضعية الكارثية التي تعرفها منطقة عمار لزرق المعزولة، يناشد سكان المنطقة السلطات المحلية بضرورة تنميتها بالمشاريع، وكذا ترحيل سكان المنازل التقليدية إلى سكنات لائقة، كما طالب شباب وأطفال المنطقة بضرورة توفير مناصب شغل ومدارس ووسائل النقل بتشييد موقف للحافلات لتخليصهم من البطالة والأمية التي طاردتهم لسنوات، أملين أن توضع مطالبهم بعين الإعتبار في أقرب الأجال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)