منتدى الجمهورية يسترجع ذكريات إذاعة الجزائر المكافحة

أحيت جريدة الجمهورية بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد صباح أمس الذكرى 58 لتأسيس إذاعة الجزائر الحرّة المكافحة و التي سمّيت آنذاك بالإذاعة السريّة و هذا من خلال تنظيم منتدى حضره عدد كبير من المجاهدين و خاصة من عملوا بهذه الإذاعة التي كانت صوت الثورة التحريرية بشتى أقطار العالم فكانت المناسبة فرصة لاستحضار ذكريات ماضينا المجيد الذي صنعته ثورة قيل عنها أنّها لن تتكرّر و صوت الإذاعة السرّية كان نصف هذه الثورة بالإجماع لأنها نقلت للشعب الجزائر و مختلف دول العالم الأخبار العسكرية و السياسية السائدة بالجزائر و في وقتها الحقيقي.حضر المنتدى والي وهران عبد الغني زعلان الذي أشاد في الكلمة الافتتاحية بالدور الكبير الذي أدّته الإذاعة السرّية في شحذ همم الثوّار و تقوية روح العزيمة و الوطنية في النفوس فقد قادتها مجموعة من الشباب الذي هاجر إلى البلدان المجاورة لإنجاح خطّة الإذاعة في وقت كانت فيه مثل هذه الأمور ممنوعة على الشعب الجزائري فحمل هؤلاء الشباب المسؤولية الثقيلة رغم كل محاولات فرنسا لمنع بثّها أو على الأقل التشويش عليها. هذه الإذاعة يقول الوالي كانت محورية ساهمت في إنجاح ثورة نوفمبر الخالدة و صوت عيسى مسعودي كان صوت الثورة الذي علق في أدهان أجيال الماضي و الحاضر و جمعية «مشعل الشهيد» و جريدة «الجمهورية» ساهمتا في إحياء ذكريات خالدة فبمثل هذه المبادرات يضيف نزيح الغبار عن التاريخ و عن الكثير من الوقائع و الأحداث التي لا تزال في جوف المجاهدين. و تخلّل المنتدى حفل تكريم على شرف الأسرة الثورية فقدّمت كل من ولاية وهران و جمعية مشعل الشهيد هدايا رمزية لأهل المرحوم عيسى مسعودي و منهم شقيقته زبيدة عيسى مسعودي و ابنة أخته ليندة مصلي كما كرّم المجاهد جبّار العروي المعروف بعلي السارجان الذي عمل تقنيا في الإذاعة منذ تأسيسها في ديسمبر 1956 و كرّم المجاهد أحمد عاشور و هو تقني و اعلامي لكنه لم يحضر الحفل بسبب مرض ألزمه الفراش و استلم الجائزة ابنه خالد عاشور. كما كرّمت الجمعية والي وهران و المدير العام لجريدة الجمهورية و رئيس المجلس الشعبي الوطني و على هامش المنتدى أدلى المجاهدون بشهادات عن دورهم في الإذاعة السريّة و عن سيرة رفيق دربهم عيسى مسعودي الذي اعتبروه أحد رموز الثورة فكان الحديث معهم شيّقا للغاية كشف خلاله رفقاء عيسى مسعودي عن كفاحهم خارج أراضيهم فبهم تأسّست أوّل إذاعة جزائرية دعمتها البلدان الشقيقة و خاصة تونس و المغرب.