الجزائر - Mecheria


من قال إنّ يدي ستهربُ من يدي
أو إنّ كابوس الهوى لم يُولد

أو إنّ صمتي ليس يحملُ خنجرا
حتى يُمزّق كلّ قول أمْرَد

هذي شموعي كلها محروقة ٌ
في نارِها حتى تنوّرَ معبدي

كلّ الجنُون إذا رأيت مقيّدٌ
إلاّ جنُون الشِعْر غير مقيّد

من قال إنّ الحبَ يُسكتُ لوعتي
ويُبيدُ كل تهوّري و تمرّدي

ويعانقُ الآهاتِ يسبرُ جرحَها
ويُريحُ قلبي مِنْ جراحاتِ الغدِ

تعب الغرامُ من اجتياح ِمدائني
ومدائني مِنْ أصْلهَا لمْ توجَدِ

تلك المرايَا مِنْ سرابِ قصائدي
حملتْ ملامحَ صبوتِي و تودّدِي

رَسَمَتْ على كلّ الجهاتِ خرافة ً
عنّي ترفرفُ إذ تروح و تغتدي

لكنّ عمري صرخة ٌعربية
حملتْ أنيني للفضاء ِالأبْعَدِ

تركتْ فؤادي دمعة ًمسفوكة ً
ما بين سيف ٍحاقد ٍومهنّدِ

هذي العروبة تشتكي أمجادُها
وتُريقُ دمعا حارقا لم يُخمَدِ

وتسيرُ في مدن الذئابِ وحيدة
وبنوا العروبة ِكالهُمام ِالمُقعَدِ

تبكي القصائدُ والمشاعرُ و الهوى
مِمَّا جرى فِي جوفِ ليل ِأسودِ

ماتَ الضياءُ وما رأينا أمّة
وأدتْ سراجَ ضيائها في المولدِ

يا أمة دانَ الزمان ُلأمرِها
ما بالُ أمركِ في أياد ٍتعتدي

جارَ الطغاةُ على الشعوبِ فعيشُها
جلْدٌ ونهرُ دمائِها لم يجمدِ

زرعُوا القنابلَ في ثرى أحلامِها
حتى تُفجّرَ كلَّ باب ٍموصدِ

ورَمَوا عليها وهمَهُمْ و ضلالَهُمْ
فإذا الشعوبُ بكلِّ وغدٍ تقتدي

فرَغ َالعرينُ مِنَ الأسودِ فما ترى
إلاّ قرودًا بالإساءة تبتدي

إن العقولَ إذا تهاوى وعيُها
صارتْ مَعَ الإفسادِ كفّ المفسدِ

وإذا النفوسُ تكاثرتْ آلامُها
صارتْ كريح ٍعاقر ٍلا تهتدي

نشر البلاءُ جنودَه في أرضنا
دهرا و سيفُ الغدر لمّا يُغمَدِ

يا قلبُ هذي لوعتي تنتابُني
جدّدْ معاني جرحِها و تجدّدِ

واقطفْ فإنّ مواجعي قد أينعتْ
واشربْ كؤوسَ الحقدِ منها واحقِدِ

لا شيء فِي الدنيا لنا غير الأذى
غير الهوان ِملوّنا بالسؤدُدِ

يا أمتي كل القصائد في دمي
تبكي على المجد المجيد الأمجد

هذي الحروف أنينها يغتالني
والقلب يسبح في ظلام سرمدي

إنّ العروبة وردة قدسيّة
فتّانة تركت شذاها في يدي

لثمت جراحي فاستجابت أضلعي
ألما و ناحتْ مهجة لم تسعد

وتكاثرتْ محنُ الحياة فبعضها
ولدَ الشقا و البعضُ لمّا يُولدِ

لبنانُ يغرقُ و العراق ممزّق
والقدسُ تلتحفُ الدمار َو ترتدي

يا أيّها الوطنُ المكفّن بالأسى
هل أنت تخشى من دنوّ الموعدِ؟

لا لن تروحَ سدى فقد حكم القضا
بالنصرِ فافترشِ الدنَا و تمدّد

نحن الكرام بنوا الكرام بنوا الأ ُلى
كانوا نجومَ الحق في زمنٍ رديْ

نشروا العدالة فاستفاقت أمّة
حملت لواء الدين دين محمد

أرض العروبة مَنْ تراه مِنَ الورى
قد قال إن ّيدي ستهرب من يدي



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)