الجزائر - A la une

من عجائب التراث الإسلامي



جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكان معه ابنه وليس هناك فرق بين الابن وأبيه، فتعجّب عمر قائلاً : والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجباً، أما أشبهك أنت وابنك إلا كما أشبه الغراب الغراب، (والعرب تضرب في أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه)، فقال له أمير المؤمنين : كيف لو عرفت أن أمه ولدته وهي ميتة؟ فغيّر عمر من جلسته وبدّل من حالته وكان رضي الله عنه يحب غرائب الأخبار وقال أخبرني. قال يا أمير المؤمنين.. كانت والدة هذا الغلام حاملاً به فعزمت على السفر فمنعتني، فلما وصلت إلى الباب ألحّت عليّ ألا أذهب. قالت كيف تتركني وأنا حامل؟ فوضعت يدي على بطنها وقلت اللّهم إنّي أستودعتك غلامي هذا ومضيت. (وتأمل في قدر الله لم يقل واستودعك أمه).
وخرجت ومضيت وقضيت من سفري ما شاء الله أن أقضي ثم عدت فإذا بالباب مقفل. وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي ويخبرونني بأن زوجتي قد ماتت.. فقلت إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فأخذوني ليطعموني عشاء صنعوه لي، فبينما أنا على العشاء إذا بدخان؟ يخرج من المقابر، فقلت ما هذا الدخان، قالوا هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم منذ أن دفناها، فقال الرجل إني لأعلم خلق الله بها.. كانت صوّامة قوّامة عفيفة لا تقر منكراً، وتأمر بالمعروف، لا يخزيها الله أبداً.
وتوجّه إلى المقبرة وتبعه أبناء عمومته، قال فلما وصلت إليها يا أمير المؤمنين جعلت أحفر حتى وصلت إليها فإذا هي ميتة جالسة وابنها هذا الذي معي حي عند قدميها وإذا بمنادٍ ينادي يا من استودعت الله وديعة خذ وديعتك، قال العلماء لو أنه استودع الأم لوجدها كما استودعها، لكن ليمضي قدر الله لم يجر الله على لسانه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)