مكيداش مصطفى خبير في الطّاقة

إنّ ما يحدث بمنطقة عين صالح من احتجاج و رفض لاستغلال الغاز الصخري سببه الرئيسي سوء الاتصال فالمواطن يظل متعطّشا للمعلومة فإن لم تصله من أصحابها سيأخذها من مصادر أخرى و بالتالي و فعلا وصلت إلى سكان منطقة عين صالح معطيات مغايرة تماما لما يحدث في الواقع فشركة سونطراك لم تحسن التواصل في قضية استغلال الغاز الصخري لذلك لم يفهم عامة النّاس نوع الأشغال التي تتم .فتلك الآبار تستغل حاليا في التنقيب و الاستكشاف حتى يتمكّن المهندسون الجزائريون في تطوير خبراتهم و معارفهم في مجال التنقيب عن الغاز الصخري في السنوات القادمةلذلك فإن هذا خيارنا الوحيد في المستقبل أي على الأقل بعد سنة 2022 لأن الموارد التقليدية المتوفّرة ببلادنا و التي تستغل منذ سنوات طويلة توشك على النضوب و من الخبراء من يقول بأن ذلك سيحدث العشر سنوات القادمة على أكثر تقدير إذا بقي الإنتاج بنفس الكثافة و هذا يعني بأن الجزائر لا يمكنها أن تكتشف آبار جديدة للموارد التقليدية بحجم حاسي مسعود و حاسي رمل لكنها اكتشفت موارد أكبر من ذلك و هي المعروفة باسم الموارد غير التقليدية لأن الغاز و البترول متمركز في مناطق منخفضة جدّا من الأرض داخل صخور يصعب اختراقها إلاّ بتقنيات معيّنة فالمورد إذا غير تقليدي و إنتاجه كذلك لكن الطّاقة المستخرجة هي نفسهاو إلى حدّ الآن نحن لا نزال في مرحلة تطوير التقنيات الرائدة بالعالم في مجال استخراج الغاز الصخري لذلك فإن الفوائد التي سنجنيها من هذه الطّاقة كبيرة و كثيرة و يكفي أن نقول أنّها ستجنّبنا استيراد الغاز و النفط عند زوال مخزوننا من الموارد التقليدية كما أن شركة سونطراك تملك خبرة واسعة جدّا في مجال التنقيب عن المحروقات و استغلالها فلا خوف من اللّجوء إلى الموارد غير التقليدية إذا تمّ ذلك بأحدث التقنيات التي توصّلت إليها الدول التي سبقتنا من دون المساس بالبيئةكما لا ننسى أيضا بأن استهلاك الطاقة ببلادنا في ارتفاع و علينا أن نفكّر في المستقبل خصوصا مع تذبذب أسواق النفط العالمية و تحوّل الكثير من البلدان المستهلكة له إلى أكبر منتج بفضل الغاز الصخري و الجزائر قد أنعم عليها اللّه به و من واجبنا تحضير الأرضية و جلب أفضل التقنيات المستعملة في هذا النوع من الصناعة الغازية للأجيال القادمة لأن إنتاج الغاز الصخري يتطلّب تحضيرا مسبقا يدوم سنوات