الجزائر - A la une

مفاوضات السلام في مدّ و جزر لا متناه


مفاوضات السلام في مدّ و جزر لا متناه
توجهت أنظار العالم الأربعاء الماضي 30 سبتمبر نحو انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي توجه رئيس دولة فلسطين المحتلة محمود عباس من خلال انعقاد دورتها السبعين إلى المجتمع الدولي محذرا من مواصلة بقاء الأمور على حالها في ملف الصراع الفلسطيني - الصهيوني بدل إعلان " فلسطين دولة تحت الاحتلال " كما أشيع من قبل وسائل إعلام فلسطينية منها تلفزيون فلسطين الذي أجرى حوارا مع الرئيس عشية توجهه إلى الأمم المتحدةو هي " القنبلة " التي أثارت ردود فعل متباينة في الداخل و الخارج و أيضا لدى الفصائل الفلسطينية و أثارت أيضا مخاوف الصهاينة و واشنطن ، لأنّ إعلان كهذا معناه سقوط اتفاق أوسلو الذي هندسته الولايات المتحدة و باقي القوى العظمى في الماء بعد 22 سنة من توقيعه في واشنطن و تحميل المجتمع الدولي ما تمر به السلطة منذ 11 سنة بحجة حالة الحرب التي تفرضها اسرائيل على القطاع وتحمّل الكيان الصهيوني مسؤولية فشل الوصول بالاتفاق إلى حل الدولتين ، و أيضا هذا الاعلان يؤدي إلى حل السلطة الفلسطينية و هو أمر لا يرغب فيه الرئيس محمود عباس الذي يسهر على الأوضاع بداخله. و من جملة ما قال عباس أنّ الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرارفي الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ما دامت مصرة على عدم الالتزام بها ، وترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى. وأضاف عباس في خطابه إنه على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره.وأكد عباس أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار وأن السلطات الفلسطينية تلجأ إلى الطرق والوسائل السلمية والقانونية للوصول إلى حل جذري. و لكن رئيس وزراء الكيان الصهيوني انتقد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة واصفا إياه ب«الكاذب» ويشجع على التحريض والشغب في القدس الشرقية التي استباحها الصهاينة للمستوطنين مدنسين بذلك المقدسات الاسلامية و المسيحية .ردود أفعال متباينةوجاء في بيان عن مكتب رئيس الوزراء"على عكس الفلسطينيين، تحافظ إسرائيل على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وهي ملتزمة بمواصلة المحافظة عليه وفقا للاتفاقيات الموقعة بيننا وبين الأردنيين والأوقاف" وأضاف البيان : "نتوقع وندعو السلطة ومن يقف على رأسها إلى التصرف بمسؤولية والاستجابة لدعوة رئيس حكومة إسرائيل، وأن تجلس فورا على مائدة المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة. وعلى صعيد ردود الأفعال الفلسطينية فهناك من لا يزال يرى في الخطاب « قنبلة » حقيقية ، وهناك من قلل من شأنها فرأى البعض فيها خطوة إيجابية يمكن البناء عليها.فحركة فتح التي يتزعمها محمود عباس رأت أن ما جاء في خطاب الرئيس عباس خاصة في ما يتعلق بعدم الالتزام باتفاقيات السلام بشقوقها الثلاثة الأمنية والسياسية و الاقتصادية هو قنبلة حقيقية ولكنها موقوتة.فالرئيس وضع هذه القنبلة على طاولة الأمم المتحدة فإما أن يتركها العالم لتنفجر في وجه الجميع لتطول شظاياها مجمل ألمنطقة أو أن يتحرك لنزع فتيلها بإحياء عملية السلام وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ممثلة بحل الدولتين وتوفير متطلبات ذلك. على الجانب الآخر قللت حماس في قطاع غزة من أهمية ما جاء في الخطاب .لكن وإن لم يعلن عباس انسحاب فلسطين من اتفاق أوسلو فماذا صار يعني هذا الاتفاق في تاريخ الصراع الطويل بين الفلسطينيين و الكيان الصهيوني و هل مات اتفاق أوسلو الذي ترنّح مدة 22 سنة ؟؟ الإجابة على السؤال تتم عبر الإجابة عما تحقق و ما لم يتحقق منذ التوقيع على الاتفاق في واشنطن العام 1993 بين ياسر عرفات و شمعون بيريز.و الذي تحقق ، يكمن في شن العدو الصهيوني أربع حروب سافرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة موطن السلطة الفلسطينية التي ينص اتفاق أوسلو ( المعروف أيضا بأنه إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي) على أنها مستقلة و هي التي تتفاوض مع الجانب الصهيوني في اتمام مراحل هذا الاتفاق و الذي يفضي للوصول إلى تسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و 338. بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية. إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال يعني الغاء كل الاتفاقات مع اسرائيل و بالتالي تصبح فلسطين دولة تحت مسؤولية الاحتلال الصهيوني ، و يصر رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو على أن الصراع مع الفلسطينيين ديني و ليس سياسي و يدعو إلى الاعتراف بيهودية " دولة " اسرائيل . ف ش




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)