الجزائر - A la une

معسكر تخلد ذكرى ثورة نوفمبر



معسكر تخلد ذكرى ثورة نوفمبر
تجمعت ليلة أمس الأول، بساحة الأمير عبد القادر بمعسكر، حشود غفيرة من المواطنين ترقبا لحلول ساعة الصفر والاحتفال بغرة شهر نوفمبر، هذا ما رصدته “الشعب” بعين المكان.بددت الاحتفالات بغرة “نوفمبر الثورة” العديد من التساؤلات بخصوص ما أثير من اعتقادات أن المجتمع الجزائري يكاد يتنصل عن هويته الثورية، للظروف الاجتماعية والاقتصادية والتجاذبات السياسية التي تحيط به وتشكلها أكثر المخاوف من امتداد الأزمة الاقتصادية وترشيد النفقات إلى سنوات أخرى إضافية، حيث أظهرت الزاوية المشرقة في احتفالات بعيد الثورة المباركة التي طالما بقيت في قالبها المناسباتي والرمزي احتضنها هذه السنة الشعب مثبتا دوام وقوة انتمائه إلى أمجاده التاريخية والثورية، حيث بدا ذلك جليا من خلال العشرات من العائلات ومثلها من حشود من مختلف الأعمار جاءت ليلة أمس الأول لتقف بساحة الأمير عبد القادر بمعسكر وقفة إجلال وترحم على شهداء الثورة في موقف لم يعكس سوى إلتفاف تلك الحشود بقضيتهم الوطنية، في وقت تسابق فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي لإحياء المناسبة على طريقتهم من خلال نشر صور للراية الوطنية والأناشيد الثورية.لم يخلو الاحتفال بذكرى الفاتح نوفمبر بولاية معسكر من مشاركة المواطنين في إحياء الحدث وصنع أجواء مؤثرة، تخللتها إشادة بجهود الجيش الوطني الشعبي على مر المراحل والمحطات الزمنية للبلاد وتثمين لوقفة عناصر الجيش الوطني لصد كافة أنواع الإجرام على الشريط الحدودي، كما جاءت في خطابات المواطنين التي جمعتها “الشعب” بساحة الأمير عبد القادر دعوات وصلوات مباركة لصحة الرئيس الذي ابتهج سكان معسكر لظهوره سليما معافى من وعكته الصحية خلال تفقده للمسجد الأعظم لدرجة أن أحاديث المواطنين قد دارت كلها حول شخص رئيس الجمهورية والخطاب الذي وجهه للأمة بمناسبة الذكرى الثانية والستون لاندلاع الثورة المباركة، الذي بث على امتداد دقائق طويلة عبر أثير الإذاعة المحلية عشية الاحتفالات الوطنية، كما كانت أحاديث المواطنين تتغير بين الفينة والأخرى لتثمين دور الجيش الوطني الشعبي وباقي الأسلاك الأمنية التي كان تماسكها والتنسيق المحكم بينها عاملا في فرض النظام العام والحفاظ على سكينة وسلامة المواطنين.عموما سبقت الاحتفالات الرسمية بعيد الثورة المجيدة تحضيرات مكثفة لإعطاء المناسبة حقها المطلوب، حيث تجندت الجمعيات والمواطنون المتطوعون لتنظيم الاحتفالات فيما استرسلت السلطات المحلية عبر بلديات الولاية في كساء المباني العمومية والشوارع بالرايات الوطنية، كما حظيت المعالم التذكارية بقسط من العناية بالمناسبة، وتواصلت الاحتفالات في جزئها الثاني لصبيحة الأول نوفمبر بإطلاق قافلة للتعريف بالمعالم التاريخية واستكشاف مراكز التعذيب المنتشرة عبر تراب الولاية، فضلا عن تدشينات لمرافق صحية وإدارية وزيارات رمزية لمجاهدين وأرامل شهداء أقعدهم شقاء السنين في فراش المرض، كما تم بالمناسبة أيضا الوقوف على عملية جمع الشهادات الحية للمجاهدين والتي شملت في الأربع أسابيع الأخير جمع 21 شهادة لمجاهدين ومجاهدات بمتحف المجاهد بمعسكر الذي تزود بدوره بأحدث التقنيات والتجهيزات السمعية البصرية لمواصلة العملية.الحاجة خديجة ابنة شهيد: زغاريد نوفمبر وتعليق الراية بشرفات المنازل من التقاليد الخالدةقالت السيدة بناير خديجة ابنة شهيد وهي تعلمني أصول الاحتفال بذكرى الفاتح نوفمبر والخامس جويلية لعيد الاستقلال، هذان يومان راسخان في العقول والقلوب، في ليلة الفاتح من نوفمبر لا بد من تعليق الراية الوطنية على سطوح المنازل وعلى الشرفات وفي أي مكان يمكن الراية الوطنية أن تلاطف الريح وترفرف بحرية، وهي واحدة من التقاليد المعروفة بمدينة معسكر والمتوارثة عبر الأجيال، فأول نوفمبر بالنسبة لسكان المنطقة هو بمثل المولد النبوي الشريف كيف لا وقد حل نوفمبر 1954 حسب ما تذكره محدثة “الشعب” قبل المولد النبوي الشريف بنحو أسبوع، ولا بد لاكتمال المشهد الاحتفالي للعائلات المعسكرية بذكرى الفاتح نوفمبر من الزغاريد التي ظل صداها يرافق بطولات الأمجاد وأرواح الشهداء، حيث ترسخ هذا التقليد بين مختلف الأجيال اللاحقة بل زاده عنفوان الشباب المتشبث بثوابته التاريخية والوطنية جمالا وتأثيرا لما عرفته ليلة الفاتح نوفمبر من سنة 2016 في معسكر من أجواء إحتفالية رائعة للغاية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)