الجزائر - A la une

معرفة الأسباب جزء هام من العلاج


معرفة الأسباب جزء هام من العلاج
أسرة سعيدة غاية كل إنسان في هذه الحياة، ولهذا فالمرأة والرجل على حد سواء يسعيان من أجل الوصول إلى هذه السعادة، ولأن الطريق غير معبد لها بالشكل المطلوب فقد تقف العديد من الحواجز قبل تحقيق ذلك أبرزها الخوف الذي يراود الرجل أو المرأة أو كلاهما من هذه الحياة المستقبلية.مروى رمضانييعتبر الخوف من الزواج إحدى المشكلات الشائعة بين الشباب وقد يتفاقم هذا الخوف إلى درجة تفضيل العزوبية أو حتى العنوسة عوض اللجوء إلى الحصول على مساعدة من أجل تخطي المسألة."ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع سبب خوف الفتيات من الزواج"هناك من يعتبر أنَّ خوف الفتاة من الزواج يعبر في كثير من الأحيان عن الخوف من نتائج هذا الزواج، خاصَّة بعد الاطلاع على مُشكلات الكثير من الفتيات والصديقات اللاتي تزوَّجْن، وحالات الطلاق المُبكِّر بعد فترة وجيزة من الزواج، فتميل الفتاة إلى الرَّغبة في عدم تكرار ما حدث لصديقاتها؛ لأن كلمة مطلقة ليست أمرًا هينًا عليها، بل تظلُّ تَجني عواقبها على مَدى العمر، وتَجد من الصَّعب عليها أن تجد زوجًا آخر بعد مرحلة الطَّلاق؛ لذلك فيعتبر الفشل في هذه التجربة الأولى هو فشل في الحياة بشكل عام، ولا تريد الفتاة هذا الفشل المبكِّر الذي سيدمر حياتَها، وبالمُقابل فإنَّنا نجد الشاب قادرًا على الزَّواج مرَّة أخرى بعد الطَّلاق، دون أن تلاحقه وصمة العار كما هو عليه الأمر بالنسبة للفتاة؛ لذلك فإن ارتفاع نسبة الطلاق هو سَبَبٌ رئيس في هذا التخوف من الزواج."كلما كان الخوف من الزواج يعود إلى مراحل الطفولة الأولى كلما كان علاجه أصعب"تؤكد الاختصاصية في علم النفس العيادي دالين باسط أنه لا يمكن معالجة الخوف من الزواج، إلا بعد أن تتم معرفة الأسباب التي تقف خلف هذا الخوف والتي تكون، في غالبيتها، مصاحِبة للشخص، ذكراً كان أم أنثى، منذ مراحل الطفولة المختلفة، وبحيث يصبح اللاوعي لديه باحثاً عن علاقات لا توصل إلى الزواج ومن دون إدراك منه،.ولعل أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الخوف من الزواج تقول "هي تكوين صورة ذاتية سلبية عن الأسرة، من خلال نشأته في كنف عائلة مفككة تكاد تغيب عنها الأدوار وتسيطر عليها الأجواء السلبية والمشاكل المختلفة، وما يؤدي ذلك من انعكاسات سلبية على الأطفال وعلى صحتهم النفسية، قد يجعل لديهم خوف في المستقبل من الزواج. أو الخوف من الالتزام والمسؤولية الذي قد يقف حاجزاً أمام الارتباط والزواج لديه، لعدم رغبته في تحمّل أعباء الزواج وتبعاته وتربية الأولاد. أو قد يبحث عن علاقة، في اللاوعي لديه، لن توصله إلى الارتباط أو الزواج كاختيار رجل متزوج آو امرأة متزوجة".وتضيف "عدم تقبل الهوية الجنسية وذلك بسبب صورة الأم أو الأب الجنسية المهزومة وغير السليمة ما يجعله يرفض التماهي بالأب والأم في سن صغيرة، فينشأ اضطراب معين في هويته الجنسية. أو بسبب تعرضه لاعتداءات جنسية أو خبرات سلبية في طفولته، فيرفض في ما بعد الزواج ويصبح خائفاً منه".كما أن التعلّق المرضي بأحد الأبوين، كالفتاة بأبيها والولد بأمه، يمكن أن يؤثر بطريقة مباشرة على الخوف من الارتباط والهروب من الزواج. وتجعل الشخص غير قادر على الانفصال عن الأهل وتكوين حياة مستقلة عنهما، فيبحث عن علاقات لا توصل إلى الزواج وفي المقابل قد نجد رفض من الأهل بالانفصال عن هذا الولد، فيعيقون زواجه.ومن الأعباء نجد ما تعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي التي تشكل عاملاً هاماً وضغطاً نفسياً معيناً تجعل بعض الأشخاص يهربون من عبء الحياة الزوجية مخافة الفشل وعدم القدرة على تأمين مستلزمات أفراد الأسرة التي سيصبحون مسؤولين عنها.وأيضا يمكن أن يكون الأمر متعلقا بتنظيم الأولويات تقول الأخصائية كالشعور بالمسؤولية اتجاه الأبوين المريضين اللذين يعانيان من ظروف جسدية نفسية أو اجتماعية غير سليمة، فيصبح الشخص غير قادر على تركهما بمفردهما ويشعر بأنه مضطر لتحمل ظروفهما، فتصبح الأولوية لديه لوالديه وليس للزواج.وتشير الاختصاصية دالين إلى أنه كلما كان الخوف من الزواج يعود إلى مراحل الطفولة الأولى كلما كان علاجه أصعب. أما العلاجات المتوافرة، فتكون من خلال ترك المريض ضمن مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من الخوف أو من مشاكل متشابهة أو متقاربة، قد تجعله يطلق ما بداخله ويعبِّر عن هواجسه وعما يجول بخاطره، ليأتي دور التحليل وتقديم العلاج الملائم. إذ أنه متى تمَّ اكتشاف سبب الخوف يصبح العلاج أكثر سهولة.وأكدت أن علاجات هذه المشكلة مختلفة، لكن العلاج التحليلي وعلى الرغم من أنه يحتاج إلى وقت طويل، لكنه يعود إلى أساس المشكلة ويدرك الموضوع تماماً، مما يساعد المحلل النفسي على تقديم العلاج الملائم للمريض وشفائه من هذه الحالة. فمعرفة سبب الخوف يبقى الأهم للوصول إلى الطريقة الأفضل للعلاج.الحل.. في العيش بواقعية أكبرتقول الدكتورة منيرة العبد الهادي موضحة جملةً من الحلول لهذه المشكلة بقولها "بدايةً يَجبُ أن تعلم الفتاة: أنَّ الحياة الأسرية لا تسلم من مُنغِّصات، ولو سلم منها بيت لسلم منها بيت خير الخلق – صلى الله عليه وسلم- ثُم إنَّ الحياة المثاليَّة الخاليَة من الصُّعوبات والمشكلات لا تُوجد إلاَّ في الخيال، وتأسيسُ علاقة زوجيَّة جيدة، والمحافظة عليها يتطلب وقتًا وإرادة قويَّة، ولكي تنجح العلاقة الزوجية يجب أن تُقدِم الفتاة على الزواج بمعرفة المفهوم الصحيح له، وأن تجعل له الأولويَّة في حياتها حاضرًا ومُستقبلاً، وهناك مهارات يُمكن تعلُّمها وتنميتها؛ لتصنع علاقة زوجيَّة إيجابيَّة مُرضية، كما أنَّ الاطلاع ومعرفة ما تتطلبه الحياة الزوجيَّة مهمٌّ قبل الدخول بها حتَّى تساعد على إزالة الرهبة من الزواج".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)