الجزائر - A la une

معاناة مريرة لمرضى كورونا في الجزائر



بين آهات المرض وإرهاق التكاليف المادية
معاناة مريرة لمرضى كورونا في الجزائر
رغم الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية وسهر الأطقم الطبية وتقديم أرواحهم فداء للمريض المصاب بفيروس كورونا القاتل إلا أنّ معاناة بعض المرضى المصابين بكورونا لا تزال متواصلة والتي تبدأ حيثياتها منذ تأكد الإصابة بالوباء الخبيت بعد إجراء التحاليل أو السكانير ليدخل المريض في متاهات البيروقراطية و المعريفة من أجل الظفر بالعلاج والتعافي وبين التحدي او الاستسلام تظل معاناة المرضى متواصلة عبر المستشفيات.
نسيمة خباجة
السكانير الذي صنع الحدث عبر المستشفيات وبين المرضى خصوصا أن أغلب المستشفيات تدفع المرضى إلى القطاع الخاص من اجل اجرائه وهو يقارب المليون سنتيم وهو مبلغ مرتفع لا يقوى عليه الزووالة الذين يعانون من الظروف المادية الصعبة وزادهم الفيروس الخبيث غما وهما...فمتى ستوفر مستشفياتنا السكانير لاسيما ونحن في ظرف حساس يتطلب تظافر الجهود للخروج من المأزق فمن يمتلك المعريفة يجري كشف السكانير في المستشفى بكل سهولة ومن لايمتلكها يعاني من العراقيل وبُعد موعد إجراء كشف السكانير ويُدفع إلى خارج ابواب المستشفى دفعا من اجل إجراء الكشف عن طريق السكانير.
عيادات خاصة تتضامن مع المرضى وتُجري السكانير ب5000 دينار

السكانير زاد من غبن المرضى منذ ظهور الوباء بسبب افتقاده في المستشفيات وتوفره في العيادات الخاصة بمبالغ باهظة
وطغى كمحور على صفحات الفايسبوك بحيث كان المرضى يتواصون فيما بينهم حول اللجوء إلى عيادات تضامنت مع المرضى وخفضت من سعر تكلفتهه إلى حدود 5000 دينار وهو مبلغ وجده بعض المرضى رحيما على جيوبهم وعلى صحتهم التي لا تقدر بثمن كما انه منخفض عن المبالغ الخيالية التي فرضتها عيادات خاصة اخرى والتي وصلت إلى حدود مليون سنتيم وهو مبلغ مرتفغ بعد ان رفعت تلك العيادات شعار المتاجرة بصحة المرضى والربح السريع والانقضاض على الجيوب في عز جائحة كورونا.
مرضى يصرخون.. أتعبنا المرض وأرهقتنا التكاليف
تأكٌد الإصابة بفيروس كورونا ليس بالشيء الهين وهي فاجعة تنزل على المرضى ومن ثمة تبدأ المأساة والانطلاق في رحلة الشقاء بين العيادات والمستشفيات وبدل ان تُرفع معنويات المريض المصاب بكورونا تزيده الظروف اامحيطة به تأزما وغيظا بحيث تبدأ الرحلة باخضاع المريض إلى جهاز كاشف عن وباء كورونا ذلك الجهاز الذي يفحص الدم بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي تحديد نسبة الوباء التي تختلف وتتفاوت بين المرضى ومنهم من تكون نسبة الوباء ضئيلة لديه وهناك من ترتفع اصابتهم بالوباء من اجل تحديد العلاج الملائم وان كانت الخطوة الاولى سهلة فان الخطوة الثانية صعبة جدا وتزلزل جيب المريض الذي يعاني من فاجعة الوباء ويجد نفسه بعدها وهو يتحول إلى صفقة مربحة لدى العيادات الخاصة التي تكشر عن انيابها بحيث وصل سعر السكانير إلى مليون سنتيم...ذلك المبلغ الكبير الذي لا يقوى الكل على توفيره.

جولة في مصلحة بني مسوس تكشف المستور
بمستشفى بني مسوس بالعاصمة زرنا مصلحة كوفيد 19 وجدناها تعج بالمرضى الذين يشتبه في حملهم الفيروس منهم من تأكدت اصابته ومنهم من يترقب ويترصد قرار الطبيب بعد الخضوع إلى تحليل الدم عن طريق الجهاز الكاشف.
اختلفت اعمارهم واتحدت آلامهم وتصاعدت اناتهم وتحطمت معنوياتهم.. هم مرضى جمعهم القدر بتلك القاعة لانتظار ادوارهم من اجل الخضوع إلى الكشف...هو سوسبانس حقيقي يشبه فيلم الرعب عايشنا لحظات منه هناك أبكتنا بدل الدموع دما فهناك من تشجع وصبر بعد تأكد الإصابة بالفيروس وهناك من انفجرت دموعه بالبكاء والعويل منهم سيدة في حدود العقد الرابع التي لم تتحمل خبر اصابتها بالكورونا وانفجرت بالبكاء والصراخ... وما شدنا ايضا تواجد مسنين عجائز وشيوخ وهم يئنون من عدم القدرة على التنفس وكانت اجهزة الاكسجين مثبة على وجوههم من اجل مساعدتهم على التنفس.

رحلة البحث عن الشفاء
وبعد كل تلك المعاناة تبدأ رحلة الركض وراء الشفاء بحيث لا يمكث في المستشفى الا من كانت نسبة وباء كورونا عاليه لديه واعراضه خطيرة كصعوبة التنفس والاعياء والفشل التام اما غيره فيبقى في البيت في عزلة تامة من اجل تخفيف الضغط على المستشفيات من جهة ومن جهة اخرى عدم تعريض المريض إلى تفاقم الوضعية وتجنب حشره مع مرضى تفاقمت حالتهم الصحية بسبب الوباء الفتاك.
في المرحلة الثانية يطلب الطبيب ضرورة الحصول على كشف السكانير لتحديد نسبة وباء كورونا لديه وفي تلك المرحلة يقتحم الحلبة القطاع الخاص او العيادات الخاصة التي تستقبل المريض بصدر رحب للانقضاض على مبلغ ضخم من جيبه دون ادنى حساب لحالته ومعنوياته المنحطة فهي على يقين ان المريض حياته وصحته غاليه ويدفع الملايين للنجاة من الوباء القاتل ونفتح القوس هنا للزوالي او المريض المنعدم الدخل كيف له ضمان تلك المرحلة؟ ومن الممكن جدا ان يهمل الكشف ويفر من المستشفى معلنا انسحابه من معركة العلاج الصعبة جدا ما يعني احتمال نشر الوباء باعراض المرض المتخفية بعد ان يختار الموت البطىء وذلك القرار لم يأت من العدم فما باليد حيلة وليس له اي مصدر يوفر منه مبلغ السكانير المرتفع.
تقول مريضة اكتشفت اصابتها مؤخرا بعدوى كورونا انها لا تزال لم تخضع إلى العلاج حتى بعد تأكد اصابتها منذ حوالي اسبوع مما اضطرها إلى اللجوء إلى مستشفى بني مسوس بحيث اعادت الكشف عن طريق الدم الذي اكد اصابتها لكن بنسبة ضئيلة الا ان الطبيبة التي عاينتها اجبرتها على القيام بكشف السكانير من اجل التاكد من النسبة وبدأ العلاج لكن تم إعلامها ان السكانير لا توفره المستشفى وحسب ما جاء في كلامها ان احد العاملين بالمستشفى عرض عليها دفع رشوة للتوسط لها من اجل إجراء السكانير دون ادنى ضمير مهني او انساني مما ادى بها إلى الفرار من هناك وقررت تعجيل القيام به في نفس اليوم بعيادة خاصة تتواجد امام المستشفى وكلفها الكشف عن طريق السكانير 9800 دينار وقالت ان كل شيء يهون لاجل صحتها لكنها في نفس الوقت قالت انها موظفة بسيطة واستطاعت تدبر المبلغ لكن من لا يعمل وليس له دخل ما عساه يفعل..سيستسلم للمرض طبعا ويكون مآله الموت لا محالة فطاقة التحمل والصبر تختلف من شخص إلى آخر ومنهم حتى من يقرر توقيف رحلة العلاج من الوباء بسبب بعض العراقيل والظروف التي يتخبط فيها المرضى حتى في عز ازمة كورونا -تقول-
وحتى ولو لم توفر المستشفيات كشف السكانير كان على الوزارة الوصية ان تنظر في معضلة السكانير ونحن نعيش ازمة صحية صعبة فإما توفيره وإما إجراء عقود اتفاق مع العيادات الخاصة لتخفيض ثمنه ومراعاة القدرة المادية للمرضى على ان تقع نسبة من الثمن على كاهل الدولة من اجل تحسين ظروف علاج مرضى كورونا وتخفيف معاناتهم مع المرض وارهاقهم من التكاليف المادية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)