الجزائر - A la une

معاملة الجار في الإسلام.. حقوق وواجبات



معاملة الجار في الإسلام.. حقوق وواجبات
حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه فقال : “...ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره”. وعند مسلم: “فليحسن إلى جاره”.لكن من هو الجار؟الجار هو مَن جاورك. سواءٌ كان مسلمًا أو كافرًا. وأما حد الجوار فقد تعددت أقوال أهل العلم في بيان ذلك الحد. ولعل الأقرب – والعلم عند الله – أن ما تعارف عليه الناس أنه يدخل في حدود الجوار فهو الجار. والجيران يتفاوتون من حيث مراتبهم. فهناك الجار المسلم ذو الرحم. وهناك الجار المسلم. والجار الكافر ذو الرحم . والجار الكافر الذي ليس برحم . وهؤلاء جميعا يشتركون في كثير من الحقوق ويختص بعضهم بمزيد منها بحسب حاله ورتبته.من صور الجوار:يظن بعض الناس أن الجار هو فقط من جاوره في السكن. ولا ريب أن هذه الصورة هي واحدة من أعظم صور الجوار. لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار. فهناك الجار في العمل. والسوق. والمزرعة. ومقعد الدراسة. ... وغير ذلك من صور الجوار.من حقوق الجار:لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها. فمن أهم هذه الحقوق:1- رد السلام وإجابة الدعوة:وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض. إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة.2- كف الأذى عنه:إنَّ الأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار. فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أذية الجار أشد التحذير وتنوعت أساليبه في ذلك. واقرأ معي هذه الأحاديث التي خرجت من فم المصطفى صلى الله عليه وسلم:* “والله لا يؤمن. والله لا يؤمن. والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه”.* ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار. وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: “لا خير فيها. هي في النار”.وقال عليه الصلاة والسلام: “لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه”.3- تحمل أذى الجار:وإنها والله لواحدة من شيم الكرام ذوي المروءات والهمم العالية. إذ يستطيع كثير من الناس أن يكف أذاه عن الآخرين. لكن أن يتحمل أذاهم صابرًا محتسبًا فهذه درجة عالية: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)[المؤمنون:96]. ويقول الله تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)[الشورى:43]. وقد ورد عن الحسن - رحمه الله - قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى. حسن الجوار الصبر على الأذى.4- تفقده وقضاء حوائجه:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم”. وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم. فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث بها إلى جاره. ويبعث بها الجار إلى جار آخر. وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول.ولما ذبح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاة قال لغلامه: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي. وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي جارين. فإلى أيهما أهدي؟ قال: “إلى أقربهما منكِ بابًا”.5- ستره وصيانة عرضه:وإن هذه لمن أوكد الحقوق. فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة. أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت:46].وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية. يقول عنترة:وأغض طرفي إن بدت لي جارتي.. ... ..حتى يواري جارتي مأواهاوأخيرا فإننا نؤكد أن واقع كثير من الناس ليشهد بقصور شديد في هذا الجانب. حتى إن الجار قد لا يعرف اسم جاره الملاصق له في السكن. وحتى إن بعضهم ليغصب حق جاره. وإن بعضهم ليخون جاره. ويعبث بعرضه وحريمه. وهذا والله من أكبر الكبائر. سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟”. عدَّ من الذنوب العظام: “أن تزاني حليلة جارك”.مقال:ا لأستاذ ماهر السيد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)