معارض الصور لحماية الذاكرة وحفظ التراث

يعد الحاج موسى خبزي، مهتم بالتراث المحلي، ورئيس جمعية إحياء التراث وحماية الآثار بالقرارة لولاية غرداية، أستاذ محاضر بجامعة الأغواط، من أشد الغيورين على التراث، حيث يسعى لحفظه من خلال المعارض التي تقيمها الجمعية مع التوثيق. فتزامنا مع العطلة المدرسية ويوم 19 مارس وتحضيرا لشهر التراث، اختار السيد موسى، إقامة معرض للصور شاهد على الذاكرة في وسط مدينة القرارة، يقول "استغلينا فرصة العطلة، حيث يكون أبناء المدينة كلهم حضور، واخترنا هذا الموقع، وهو أحد أهم أبراج المدينة المسمى، "باب اعركوب" أو مدخل البلاد، وهو البرج أيضا الذي تتقاسمه الجمعية مع جمعيات أخرى رياضية، وهو إرث في حد ذاته، لأنه من الأبراج التي كانت تحمي المدينة ويتم مراقبتها من خلال الفتحات الصغيرة الموجودة به لمعاينة المكان أو تسديد فوهة البندقية على المعتدي، وقد جمعنا صورا مختلفة لشخصيات وطنية بارزة من المنطقة وأخرى لرؤساء ووزراء زاروا القرارة، علاوة على صور للبلد من عام 1925، تحمل في جوهرها البساطة وحب الحياة والتكافل، حيث كانت تتخرج فرق مستظهري القرآن الكريم، وأيام المعروف سنة 1970م التي يتم فيها إخراجه من خلال تحضير قدر الدشيشة الذي يوضع تحت البرج ليأكل منه الجميع ودعوة الله لنزول المطر، وكذا عمل الشباب في المزارع والتويزة، وصور للشيخ بيوض في تدشين "العين"، وصور أخرى أيضا للشيخ الذي كان يذهب إلى العطف عند أصدقائه لما تكثر عليه الهموم، ومعرض لصور الجدات المكافحات لأجل لقمة العيش، حيث كانت الأمهات تحملن الماء من مسافات بعيدة على الأكتاف". وأضاف الأستاذ خبزي قائلا: "وهناك صور أيضا شاهدة على مشاركة الصحراء في التموين والاتصال أيام الثورة المظفرة، حيث ثم كشف سر القرارة، لما تم القبض على المجاهد سعيد عبادو، حيث ثم اعتقال الرجال والشيوخ وتمت إحاطتهم بالسلك، وقد سمي بيوم السلك، فكلها صور نريد أن يشاهدها الجيل ليعرف كل صغيرة وكبيرة عن أرضه المباركة، الجزائر. كما لقيت المبادرة استحسانا من الزوار، فمنهم من تفاجأ بنفسه موجودا فيها وآخرون وجدوا أباءهم وأجدادهم، وهي الصور التي حرص السيد عفاري، عضو من الجمعية على عرضها".