الجزائر - A la une

مطاعم رحمة ل"وجه الفايسبوك" بتيزي وزو


مطاعم رحمة ل
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان تفاعلا كبيرا بين الشباب المحب لفعل الخير والمنخرط في جمعيات خيرية، تتسابق للبر والإحسان خلال شهر الرحمة والغفران، إلا أن هذه المواقع أصبحت في حقيقة الأمر فضاء يكشف الوجه الخفي ل"تجار الرحمة" باسم المناسبات الدينية استثمارا لحاجة الفئات المحرومة.المتواجد بين هؤلاء وليوم واحد فقط وسط هذه الأجواء، يتضح له أن فعل الخير في زمننا لم يسلم من رياح العصرنة، إذ يقوم هؤلاء بتصوير وتوثيق جميع خطواتهم في هذا الفعل الخيري، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، دون الحصول على إذن الذين شملتهم الصور، ولا أدنى اعتبار لمشاعرهم التي تخدشها هذه الخطوة وإن كانت بريئة لدى صاحبها."الشروق" شاركت في إحدى موائد رمضان التي تحضرها جمعية خيرية ناشطة تحت رعاية هيئة غير حكومية معترف بها، في البداية كانت مهمة العمل ضمن فريق شاب متشبع بفعل الخير والرأفة بالمعوزين، مشرفا أكثر منه مشجعا، إلا أن الواقع يجعل الغريب عن هذه الأجواء ينصدم من الموجود الفعلي، إذ تزاحم كاميرات التصوير والهواتف الذكية عدد المتطوعين، ويتم تصوير مراحل العمل، بشكل يخيل إليك في بادئ الأمر أنه توثيقا فقط لنشاطات الجمعية، قبل أن تلاحظ أن الجميع يتزاحم على ذوي الهواتف الذكية المزودة بخدمة الأنترنت والقيام بنشرها، في خطوة تجعل فاعل الخير "ينساه" بشكل علني وليس خفي.وقد يكون الأمر إلى غاية اللحظة عاديا ما دامت مواقع التواصل الاجتماعي تحتل صدارة اهتمام وانشغال هؤلاء الشباب، إلا أن التشهير بالمعوزين والمحتاجين والفقراء الذين يصطفون لأخذ هذه الوجبات ساخنة لمنازلهم أو تناولها على مائدة رمضان في المقرات المهيئة لذلك، يعد في حقيقة الأمر إهانة واضحة المعالم وصارخة..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)