الجزائر - A la une

مصالح المواطنين معلقة إلى حين


مصالح المواطنين معلقة إلى حين
انساق العديد من رؤساء البلديات بالعاصمة خلف موجة الخرجات والملتقيات الشعبية للحملة الانتخابية للمترشحين لمنصب رئيس الجهورية، معطلين بذلك مصالح المواطنين التي باتت معلقة إلى ما بعد الانتخابات، حيث فضل العديد من ”الأميار” ترك تسيير البلدية بالنيابة من قبل النائب الأول بالمجالس الشعبية البلدية، في فترة انشغالهم بتنشيط ومتابعة الحملات الانتخابية، حرصا منهم على حفظ الولاء للقبعة السياسية التي ينتمون إليها.كشفت الجولة الاستطلاعية التي قامت بها ”المساء” على مستوى بعض بلديات العاصمة، عن إجماع العديد من سكان العاصمة على انشغال رؤساء بلدياتهم بما يجري في قاعات مداومات بعض المتشرحين، مع السعي وراء حضور خرجات المترشحين إلى باقي ولايات الوطن، وهو الأمر الذي انعكس سلبا من حيث تأجيل العديد من الأمور الخاصة بتسيير البلدية وشؤون المواطنين وتأجيل تنفيذ بعض القرارت الإدارية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، كل ذلك على حساب مصلحة المواطنين. ”المير” في الحملة والنائب مشغولوأكد العديد من سكان بلدية الرويبة، شرق العاصمة، أن رئيس البلدية لم يعد يستقبل المواطنين خلال الأيام المعهودة للاستقبال بسبب انشغاله بالحملة الانتخابية، حيث قرر التفرغ لمتابعة ومساندة مترشحه، مع مرافقته خلال الخرجات الميدانية عبر ولايات الوطن، في حين قرر تسليم مهام تسيير البلدية للنائب الأول، وهو الأمر الذي انتقده سكان البلدية، لاسيما أن اتخاذ بعض القرارات الحاسمة في البلدية يتوقف على رئيس البلدية شخصيا، فيما يواصل النائب الأول مهامه الخاصة بتسيير بعض الأمور الإدارية للبلدية، وحضور الاجتماعات مع الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للرويبة، وهو الأمر الذي لم يهضمه قاطنو هذه البلدية، حيث قال أحد سكانها ل”المساء”، أن من حق رئيس البلدية أن يحافظ على القبعة السياسية التي ينتمي إليها، لكن ليس على حساب المواطن وليس بهذه الدرجة.ويؤكد ”محمد.ب” طالب جامعي أن انسياق ”الأميار” وراء الحملة الانتخابية، قد يسيء لهم أكثر مما يحسن صورتهم، وأن هذا الأمر أثر كثيرا على تسيير بعض شؤون البلدية، فغالبا ما يكون الرد من قبل أعوان الاستقبال بالبلدية أن ”المير” غائب في مهمة عمل، ويمكنكم العودة لاحقا. ”عذرا أنا مشغول بالحملة الانتخابية”!!أصبح رد أغلبية ”الأميار” بولاية الجزائر وليس كلهم بالاعتذار عن الرد حتى على استفسارات بعض الصحفيين حول مدى تقدم بعض المشاريع المحلية، أو الإجراءات المتخذة فيما يخص تسيير المجلس الشعبي البلدي بعبارة؛ ”عذرا أنا منشغل بالحملة الانتخابية”، وهو الأمر الذي يحول دون الحصول على المعلومة، وأخذ رأي الجهات الوصية في تسيير المجالس المحلية، فما بالك بالمواطنين الذين عجزوا عن مقابلة ”المير” للنظر في انشغالاتهم، بعد أن اكتفى بعض النواب بالمجالس المنتخبة بالاعتذار كون ”المير” ليس موجودا، ويمكنهم العودة بعد أيام، أي بعد انقضاء أيام الحملة الانتخابية.بلدية الجزائر الوسطى بدورها تعرف نفس الظاهرة، بعد أن فضل رئيس البلدية متابعة خرجات الحملة الانتخابية بنفسه والحرص على عدم تضييع أي تجمع، حيث بات رئيس البلدية يعتذر حتى عن الإجابة على الصحفيين، كونه في خرجات الحملة الانتخابية، مع التأكيد على وجود نائب بإمكانه الرد على انشغالات سكان البلدية، بعد أن قدم توصيات لمنتخبي المجلس لتسيير البلدية بشكل عادي يضمن الاستجابة لكل انشغالات المواطنين القاطنين بالبلدية.وأكدت مصادر محلية مطلعة أن من ”الأميار” من فضل أخذ عطلة قصيرة للتفرغ للحملة ومساندة بعض المترشحين، مثل رئيس بلدية وادي قريش الذي يحضر للاستفادة من عطلة صغيرة للوقوف على سير الحملة الانتخابية، وهو حال العديد من ”الأميار” الذين يفضلون متابعة الحملة من قريب عبر الملتقيات والتجمعات الشعبية بباقي ولايات الوطن. مجالس بعيدة عن أجواء الحملةبقيت بعض المجالس المحلية بالعاصمة بعيدة كل البعد عن أجواء الحملة الانتخابية، وهو حال بلدية وادي السمار التي فضلت الاهتمام بالتسيير المحلي للبلدية ومتابعة مشاريعها المحلية، لاسيما أن المواطن ”العاصمي” أصبح يتحلى بحس مدني كبير، ويتابع ما يجري داخل المجالس المحلية، وأصبح مواطنا يطالب بحقوقه بشكل يكفل له حقه الشرعي في التنمية المحلية. وأكد العديد من سكان بلديات العاصمة أن كل شيء مؤجل إلى ما بعد الانتخابات، سواء فيما تعلق بتقديم قرارات الاستفادة من السكنات أو عملية الترحيل التي طال انتظارها، مشيرين إلى أن انشغال رؤساء البلديات بالحملة الانتخابية عطل كثيرا سير العديد من المشاريع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)