مشكل السقي و توجه الفلاح إلى زراعة الخضر مصدر الأزمة

يعرف إنتاج الحبوب والأعلاف بولاية معسكر في السنوات الأخيرة تذبذبا ونقصا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية من جهة ومقارنة مع كمية الخضر التي تنتجها الولاية والتي لا يزال يعرف إنتاجها نوع من الاستقرار والارتفاع على غرار البطاطا والبصل،وقد أرجع مختصون في الشأن الفلاحي نقص إنتاج الحبوب بالولاية إلى اعتماد الفلاحين على الأمطار كمصدر أساسي للسقي و نقص المساحات المسقية المخصصة لإنتاج الحبوب، حيث كشف في هذا الشأن تقرير للجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي الإحصائيات الخاصة بإنتاج الولاية للحبوب في السنوات الأخيرة حيث سُجل انخفاضا كبيرا في إنتاج هذه المادة الفلاحية الهامة. ففي سنة 2011 فاق إنتاج الحبوب 300 ألف قنطار في حين تدهور الإنتاج العام الماضي حيث بلغ حوالي 15 ألف قنطار، أي أن هناك نقص كبير في كمية الحبوب التي تم إنتاجها العام الفارط والمقدرة بحوالي النصف ،من جهة أخرى يرى الفلاحون بأن المساحات المسقية المخصصة لزراعة الحبوب جد قليلة مقارنة بالمساحات المخصصة لزراعة الخضروات من زاوية وكذا للاحتياجات الوطنية لهذا الإنتاج من زاوية أخرى ،وهذا راجع حسبهم إلى مشكل السقي الذي يعاني منه الفلاحون كغياب مصادر السقي في بعض المناطق المختصة في زراعة الحبوب كمنطقة تاغية ، عين فراح ،زهانة ، هاشم ، وادي الأبطال، بالإضافة إلى المشكل العقاري المطروح عند المستثمرات الفلاحية الجماعية حيث أن بقاء المستفيدين مجبرين على الاستفادة الجماعية من الأرض الفلاحية يمنعهم من الاستثمار فيها كحفر الآبار حتى صدور النصوص التطبيقية للقانون العقاري ل 2010 المنظمة لتدابير تقسيم هذه الأراضي ، ناهيك عن عدم منح تراخيص لضخ المياه للفلاحين المجاورين للأودية و المنابع الطبيعية لتمكينهم من السقي التكميلي للحبوب. بالإضافة إلى مشكل توجه الفلاحين إلى إنتاج الخضروات والابتعاد عن الحبوب لما في ذلك من أرباح كثيرة وسريعة كون أن المدة الزمنية التي تستغرقها الحبوب للنمو طويلة نسبيا ،وللقضاء على مشكل السقي الذي أخر في إنتاج الحبوب بالولاية فان هناك مطالب من الجهات المختصة تتمثل في إحصاء الفلاحين المحاذيين لمجاري الوديان والمنابع المائية ومنحهم رخص ضخ المياه لتمكينهم من السقي التكميلي للحبوب بعد إمضائهم على دفتر شروط يلتزم من خلاله هؤلاء باستعمال هاته المياه فقط للسقي التكميلي للحبوب والأعلاف ،للعلم فان المساحة الزراعية بالولاية تقدر ب 434100 هكتار والمساحة الصالحة للزراعة تبلغ 312800 هكتار ، أما المساحة المسقية تقدر ب 47150 هكتار .