الجزائر - A la une

مسرحية "لي بو... توك" تحاكي انتهازية البعض لاعتلاء مناصب سياسية



مسرحية
سلطت مسرحية ”لي بو...توك”، الضوء على ظاهرة الانتهازية لدى البعض الراغبين في اعتلاء مناصب سياسية، بطريقة هزلية ساخرة طوال مدّة العرض التي استغرقت ساعة من الزمن، وتعد هذه المسرحية أحدث عمل مسرحي تنتجه الجمعية الثقافية لمسرح الغد لبراقي.وقدمت الجمعية، سهرة أمس أول، العرض الشرفي الأول للنص المسرحي الموسوم ب ”لي بو...توك”، الذي يعد عملا مسرحيا كاريكاتوريا ناقدا، بطريقة هزلية انتهازية، أشخاصا تسعى بشتى الطرق إلى اعتلاء مناصب سياسية، التي قدمها للركح المخرج المسرحي حفيظ آيت الحاج، والتي اقتبس نصها قوادري هباز عبد الرزاق عن نص ”لست أنت جارا” للكاتب التركي عزيز نسين، وتقدم إسقاطات عن حقائق تاريخية يتم فيها تزييف الحق لإعلاء الباطل وتمجيد الجبان، ليقدس كبطل، من أجل استخدامه كمطية للوصول إلى مبتغى غرائز أشخاص تطمح إلى بلوغ مراتب سياسية عليا ولو على حساب الصداقة.وتدور أحداث المسرحية، التي استغرقت ساعة من الزمن، في مدينة خيالية لقبت ب”برج بوشار” ترسو على إحدى شواطئها سفينة على متنها قرصانان أحدهما يدعى بوساتورة - حميد بوفلاح - والآخر بوجعدي - محمد سروري لزرق- يمثلان شخوص المسرحية، ويجسد كلا الممثلين شخصيتين انتهازيتين تدعيان أنهما كافحا خلال الحرب وبترت لأحدهما ساقه والآخر يده، وظلا يستغلان شهرة صديقهما ”بونار” - ندير لوناوسي- الذي ظنا أنه استشهد خلال الحرب، ليصنعا له تمثالا قصد تمجيد بطولاته وتحقيق مآربهم، إذ عينا في مناصب مهمة في البلدية.وتتسارع الأحداث في قالب هزلي ليظهر فجأة ”بونار” الذي يعود إلى وطنه حاملا في جعبته حقائق مزعجة تشكل خطرا على بقاء صديقيه في منصبهما، وتزداد القصة تأزما عندما يفصح ”بونار” أنه لم يكن مقاوما شرسا وإنما جبانا فارا من زوجته ليستسلم للموت، غير أنه لم يصبه في تلك المعركة التي شارك فيها، لتصبح بعدها فكرة وجود ”بونار” في البلدة مستحيلة تصل إلى حد نكرانه ووصفه بأنه شخصية مزيفة، وتبقى الشخصيات الثلاث في رحلة بحث عن حقيقة تاريخية يكتنفها الغموض. واستعان المخرج بالكثير من الرموز في عمله المسرحي، حيث عمد على أن ترتدي الشخصيتان الانتهازيتان لباس القراصنة، مفسرا ذلك في تصريح للصحافة على أنه ”يدل على المكر والخداع والتزييف”.أما عن عنوان المسرحية ففسر حفيظ آيت الحاج ذلك بأن ”بو” تعود نسبة إلى الشخصيات المسرحية الثلاث التي تحمل نفس الحرف الأول، أما ”توك” فهي نسبة إلى كلمة أجنبية تعني ”التزييف وكذا اختلالات عقلية”.وجاء التصميم الفني وكذا تنفيذ العناصر المشهدية ”محدودا”، حسب مختصين، كما جاء الديكور جد بسيط خاليا من الموسيقى مع توظيف إضاءة خافتة. واعتمد المخرج على اللغة العامية في عمله المسرحي، وهو الأمر الذي جذب انتباه الجمهور الذي استحسن المسرحية ولو كان هناك نوع من المبالغة في الأداء وبعض الحوارات المطولة التي نزعت أحيانا عنصر التشويق حسب آراء البعض منهم.أنشئت الجمعية الثقافية لمسرح الغد لبراقي في سنة 2006 وقامت بتقديم العديد من العروض المسرحية في الجزائر وخارجها حيث شاركت مؤخرا في المهرجان العربي لمسرح القاهرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)