الجزائر - A la une

مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان السينما المغاربية


مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان السينما المغاربية
تتواصل منافسة ”مهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية” في فئة الفيلم القصير، بعرض مجموعة من الأفلام يومي الخميس والجمعة، تمثل الجزائر وتونس والمغرب ولأول مرة موريتانيا، وعرف فيلم ”يوم عادي” لبهية علواش متابعة طيبة للجمهور والمتتبعين، إذ برز تأثير والدها المخرج مرزاق علواش في أول عمل سينمائي لها.”يوم عادي” ... السياسة لا حدثاتخذت المخرجة الجزائرية بهية علواش من أسلوب والدها المخرج مرزاق علواش في الإخراج السينمائي منهجا لها، وأقحمت فيه شعلة الشباب التي تتمتع بها في عملها الأول الموسوم ب«يوم عادي”، أنتجته سنة 2012.يؤكد فيلم ”يوم عادي” أن الشباب في الجزائر، فتيانا أو فتيات، عازفون عن الفعل السياسي، ومتابعة الأحداث التي تشهدها البلاد، وفي 22 دقيقة اشتغلت المخرجة على إبراز هذا الإهمال وتوجه هؤلاء إلى اهتمامات أخرى، إذ يفضل الشباب تتبع مباريات كرة القدم الأوروبية مثلا، بينما يشد الفتيات الحديث عن الأعراس والألبسة والحلويات، وربما أي شيء، عدا الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر ماي من عام 2012. إذ يسلط الفيلم الضوء على هذه الانتخابات وكيف عاش هؤلاء اليوم كيوم عادي.واهتمت المخرجة بتقديم العمل بطريقة تشبه طريقة عمل والدها، وتختلف عنه من حيث البساطة والطرافة في الطرح، من خلال حوار مقتضب وموسيقى حيوية جميلة. ”النهاية”.. فلسفة في مضمون وشكل الحياةاختزلت المخرجة الموريتانية مي مصطفى عبر فيلمها ”النهاية”، معاني الغموض إلى حد الجهل فيما نواجهه في حياتنا، وقد تمضي كل الحياة دون أن نستوعبها أو نحدد شكلها وحتى مضمونها، لذلك نجدها كتبت النص بالرسم، ثم تصوير مشاهده في أشكال قريبة من الظل، خطوطها من نسج الخيال.وفيلم ”النهاية” الذي تستغرق مدته 6 دقائق يوحي بالموت، إذ يصل العمل في الأخير إلى مشهد يوحي بالانتحار، بعد أن قدمت المخرجة شخصية مبهمة تواجه ظروفا غامضة، كأنه لا يقوى على التعبير لينتهي إلى نقطة اليأس والازدراء، ثم يقرر قتل نفسه، واستخدمت مي مصطفى التجسيد الخيالي للأشياء بعيدا عن أدوات ملموسة مستغنية عن الألوان، واستعان العمل على موسيقى التشويق.يبدو الفيلم مفعما بالأفكار الفلسفية، حاولت المخرجة أن تثيرها عبر شخصية معينة لا تخضع لأي شكل أو لون ولا كلام، حركات وإيحاءات تدفع بالمتلقي إلى التفكير عن مدلولات كل حركة. ”نحو حياة جديدة”.. الأمل صُنع ذاتييطرح فيلم ”نحو حياة جديدة” للمخرج المغربي عبد اللطيف أمجكاك، سؤالا كبيرا قد يعترض كل واحد منا، هل حياتنا تتوقف عند موت شخص عزيز علينا؟ وجسد عبر الولد سعد الذي فقد والدته، ثم قرر الالتحاق بأخيه هشام إلى الضفة الأخرى من البحر عبر الهجرة السرية، لكنه لم يتمكن من ذلك.وفي مشاهد بريئة وموسيقى حزينة، يرافق المخرج أسى الفتى سعد، مع أحلامه التي بزغت كأمل ظهر من نور عينيه البرئيتين، وعفويته في اللعب بأشكال رسمها له فنان كان ضمن مجموعة من المهاجريين غير الشرعيين، وبإيعاز من مهاجرة، فشكل في حوض بلاستيكي صغير حلمه في الوصول إلى الجهة الأخرى من البحر، وصنع من رسالة أخيه زورقا لينقل هاجسه إليه، إلا أن الولد نام بعمق، بينما خرج الجميع إلى البحر.يصطدم الولد مرة ثانية لما يقرر العودة، فقد رحل الجميع وسقط الحلم في الماء، وفي طريق العودة يتفاجأ بموت الرسام والشابة، إذ قذفهما باطن الموج في مشهد مثير. ”رغبات”.. أحلام البطال المستحيلةيضع المخرج التونسي سمير حرباوي الملح على الجرح من خلال فيلمه القصير ”رغبات”، إذ ينبش في الواقع المأسوي للشباب البطال في تونس، عبر شخصية لسعد بطل فيلمه، وعرض العمل لأول مرة على المستوى المغاربي للجمهور الجزائري.يعد لسعد شابا مثقفا، فهو خريج الجامعة التونسية، غير أنه يعيش حياة صعبة بسبب عدم حصوله على عمل شريف يلبي رغباته ويستجيب لحاجياته المادية والمعنوية، ويصل المخرج إلى حدود لمس الكرامة عند الرجل ويصور مشاهد قاسية يواجهها الشاب بسبب بؤسه، حتى الفتاة التي كان يرغب فيها فلتت منه لنفس السبب، كما يصور العديد من مشاهد الهوان التي يتعرض لها لسعد ولعل أقساها مشهد عامل النظافة الذي يمده بسيجارة.واستعان المخرج بمشاهد مقربة من وجه لسعد العابس والحزين وحوار مقتضب، فالموضوع لم يحتمل الكثير من الغوغاء، بل احتاج إلى مشاهد صارخة بالواقع المر الذي يحياه لسعد، من شأنها دعم تعرية الراهن التونسي الصعب.ثم يختار لسعد في الأخير الرحيل إلى مكان آخر حتى لا يزعج صديقة وزوجته، على أمل في حياة أفضل، لكن الحياة يمكن أن تحيل إلى ظروف أصعب.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)