الجزائر - A la une

مرضى ومسنون ينزعجون من ضجيج سيارات "الكورتاج"


مرضى ومسنون ينزعجون من ضجيج سيارات
لم تعد أعراس الجزائريين مقترنة بفصل الصيف، الذي كان يشهد تنظيم حفلات الزفاف بدءا من شهر جوان من كل سنة إلى غاية شهر سبتمبر كأقصى حد، لتكون استمراريتها في الوقت الراهن إزعاجا لفئة من الناس تستدعي حالتها توفير الراحة والهدوء، نظرا لبعض العادات الموروثة التي تسبب إزعاجا لهم.تعوّد الجزائريون وفقا لعادات موروثة، إحضار العروس من بيت أهلها إلى حفل الزفاف في شكل موكب مرفوق بمزامير السيارات، لتبدأ هذه الأخيرة عند الأغلبية منذ بداية الإقلاع إلى غاية وصولهم لبيت العروس، وفي طريقهم يمرون على أحياء سكنية وأماكن عمل، والمستشفيات والمؤسسات التربوية. وإن كانت هذه عادة قد ألفها المجتمع، إلا أن في جوهرها لا تراعي ظروف فئات لا تستدعي حالتها ضرورة الإعلان عن قدوم موكب العريس بمثل هذه الطريقة.. ليسرد لنا أحد المسنين في قوله ”أحتاج لقسط كبير من الراحة الجسدية والنفسية، بعد عمر طويل من العمل، لكن هناك من الأسباب التي تعكر صفوي وأنا خارج البيت أو داخله، هو ذاك ”الكورتاج” الذي لا يعرف طريقه إلى الأحياء السكنية إلا عند فترة القيلولة، مع أنها الفترة التي يرتاح فيها الرضيع والمسن، والمريض”. لتضيف الحاجة شهلة في قولها:”كبري في السن يجعلني أتذمر من أي ضجيج حتى لو كان كلاما بصوت عال، فما بالكم ومزامير عشر سيارات أو أكثر مجتمعة في آن واحد! إنه حقا أمر متعب مع برمجة الأعراس طيلة أيام السنة”.مدرسة المكفوفين بالعاشور تشتكي من صخب”الكورتاج”عرف مبنى ”كلود ديبوسي” الشهير، بالعاشور في بلدية الدرارية، أنه قد تم تخصيصه في فترة زمنية كمركز لعلاج المرضى المصابين بالأمراض التنفسية، لأن الناحية هادئة وتتمتع بغابات كثيفة وهي من أهم عوامل شفائهم، ليكون في وقت لاحق مقرا للرئيس الراحل شادلي بن جديد. أما اليوم فهو مدرسة خاصة بالمكفوفين. وجاءت تسمية هذا الحي نسبة إلى مالكه القديم الموسيقار الشهير، الفرنسي ”كلود ديبوسي”. وقد عرفت الناحية هدوءا كبيرا إلا بعد تزايد نسبة السكان على مستواها منذ قرابة الخمس سنوات كثرت كل أشكال الحركة والنشاط، ومن بينها مواكب الأعراس أو ما تسمى ”كورتاجات” العرسان التي يطالب سكان ”ديبوسي” تدخل أعوان الأمن للحد من هذه الظاهرة، لأنها تعرقل الجو المدرسي الذي توفره المدرسة لتلامذتها. كما أن بعضا من النشاطات تمارس في البهو أو الحديقة، علما أن بعض العائلات تنظم أعراسها في فترة متأخرة من الأمسية. ويكون ”الكورتاج” بعد غروب الشمس بقليل. ليتساءل المواطن عن مثل هذه الفوضى التي صنفت ضمن العادات والتقاليد الواجب تكريسها!. مثلما قال لنا أحد مواطنو الحي الاجتماعي الذي يكثر فيه ذوو الاحتياجات الخاصة:”أضطر يوميا للوصول إلى المدرسة قطع مسافة معتبرة، ولكن هذا المشكل أصبح هينا أمام الخطر الذي تشكله لنا السيارات التي يسوق أصباحها بطريقة جنونية، خصوصا مع عدم وجود الممهلات في طريق معبد، حتى ”الكورتاج” لا يكون آمنا، فهم لا يحترمون هدوء الحي ولا المارة، وأتمنى أن تتخذ السلطات المعنية بدءا بمصالح الأمن هذا المشكل نصب عينيها”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)