الجزائر - A la une

مرضى في رحلة البحث عن أكياس الدم..


مرضى في رحلة البحث عن أكياس الدم..
* مصالح طبية تستهلك أكياس الدم أكثر من حاجتها.. والفائض يرمىيشتكي العشرات من المرضى الوافدين إلى مختلف المصالح الطبية بمستشفى وهران من النقص الفادح في أكياس الدم لمختلف الزمر الدموية، خاصة المرضى الذين يحتاجون إلى الفصائل النادرة. ومازال هذا المشكل يضاعف آلام المرضى الذين تؤجل مواعيد إجراء عملياتهم رغم خطورة وضعهم الصحي.نقص الدم في المصالح الاستشفائية يدفع المرضى للبحث عن متبرعين قبل إجراء العمليات الجراحية أو قبل عمليات الولادة، وعند اقتراب أي مريض من مصلحة حقن الدم بالمستشفى لا يسمع إلا كلمة ”روح جيب الدم ماكانش”، ما يجعله يتساءل عن الكميات الكبيرة لأكياس الدم التي يتبرع بها المواطنون في كل مرة لشاحنات حقن الدم، والتي تلازم المساجد كل جمعة وفي الطرقات وأمام الجامعات، وبمشاركة فعالة للجمعيات الخيرية التي باتت تساهم في عمليات جمع الدم وحشد المتبرعين من أجل دعم المستشفيات بهذه المادة الحيوية؟!.وحسب ما كشفت عنه مصادر ل”الفجر”، فإن عدد المتبرعين بالدم يفوق 32 ألف متبرع يترددون باستمرار على مصالح حقن الدم للتبرع، إلا أن المريض بدأ يتساءل عن مصير تلك الأكياس، فبمجرد وضع رجليه بمصلحة حقن الدم يسمع نفس النغمة ”ماكانش الدم روح حوس”، إذ أصبح المريض يبحث بنفسه عن أكياس الدم من مكان لآخر ومن جمعية لأخرى من أجل إجراء عمليته الجراحية، الأمر الذي زاد من معاناة المرضى وأهاليهم الذين أجبروا على إحضار أكياس الدم المطلوبة من أجل تحديد تاريخ إجراء العمليات الجراحية أو أثناء حالة الولادة، كما هو الحال بمستشفى وهران الجامعي. وقال أحد الأطباء بمصلحة حقن الدم إن نقص الدم غالباً ما يكون في الفصائل النادرة فقط، مؤكدا أن المستشفى الجامعي لا يعاني من أي نقص والكميات متوفرة بشكل نسبي، مشيراً إلى أن حل الأزمة يكون من خلال أن يتبرع كل مواطن بالدم ولو مرة في حياته، مشيرا إلى أن المصابين بالأمراض المزمنة من أكثر المتضررين، فأغلبهم من محدودي الدخل لا يستطيعون توفير أكياس الدم رغم الحملات التحسيسية الخاصة بالتبرع بالدم التي تقوم بها الجمعيات.فيما اعترف أحد الممرضين بمصلحة حقن الدم بذات المركز، بوجود نقص كبير في الدم ومشتقاته، ما يعرض مرضى الهيموفيليا وغيرهم إلى مشاكل كبيرة، مطالبا بضرورة التعاون مع جميع الوزرات لتوفير الدم للمرضى، وتابع قائلا إن ما يتم جمعه من المتبرعين لا يكفى سوى 40 بالمائة من احتياجات المرضى، في الوقت الذي شهد مركز السرطان للأطفال بالحاسي نقصا كبيرا في أكياس الدم، ويوميا تطلق نشرات في الإذاعة المحلية للتبرع للأطفال المرضى بأكياس الدم من مختلف الزمر الدموية.في هذا الشأن، كشف مسؤول بمديرية الصحة بوهران، أن مشكلة نقص الدم في المستشفيات مشكلة عالمية ولا تقتصر على مستشفيات وهران لوحدها، موضحا أن المستشفيات تعتمد في الحصول على الدم من المتبرعين المتطوعين، وبالتالي فإن عدم وجود بعض الفصائل النادرة أمر وارد، مشيرا إلى أن الدم الذي يتم تحصيله من المتبرعين يخزّن ويحفظ بعد أن يتم التأكد من سلامته من الأمراض المعدية، وأهمها التهاب الكبد الفيروسي والسل ونقص المناعة المكتسبة السيدا، وغيرها من الأمراض المعدية الاخرى، وفي حالة عدم توفر فصيلة نادرة عند الحاجة إليها تتم الاستعانة بمستشفيات أخرى في إطار التعاون القائم بينها لإنقاد حياة المرضى. وخلص محدثنا إلى القول إن المستشفى حريص على استمرار حملات التبرع بالدم حتى في شهر رمضان لحل أزمة الدم والبحث عن المتبرعين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)